القوة في قلب الضعف

القوة في قلب الضعف

القوة في قلب الضعف

 العرب اليوم -

القوة في قلب الضعف

بقلم - د. محمود خليل

الاستخفاف بالخصم سمة أساسية من السمات التي تحكم نظرة الإسرائيلي إلى العربي، فهو في نظره لا يخطط ولا يفكر ولا يدبر، ولا يأخذ بأدوات العلم، ولا ينتج على مستوى التكنولوجيا، وبالتالي فمواجهته سهلة، لأنه لا يملك ببساطة أدوات القوة التي تملكها إسرائيل.

معادلات الحرب لا تعرف الحسابات في مواقف معينة الحسابات الصارمة، ليس شرطاً في المواجهة أن يكون واحد زائد واحد يساوي اثنين، فقد يساوي ثلاثة أو أربعة، فهناك قيم مضافة باستمرار إلى الأدوات، أساسها الإنسان.

الأدوات التي واجهت بها المقاومة إسرائيل داخل غلاف غزة لم تكن الأحدث أو الأكثر تطوراً إذا قورنت بما تملكه إسرائيل، بل إن بعضها كان بدائياً، ورغم ذلك استطاع أن يهز من يملك أدوات الذكاء الاصطناعي، لأنه اعتمد على معادلة بسيطة جداً، تتمثل في أن أي ذكاء مصنوع لابد وأن يظهر على خريطته نقاط غباء، تمكنك -عند استغلالها- من تعطيل الأداة ككل، والحاجة أم الاختراع كما يقولون.

كما أننا لا نستطيع أن نغفل أيضاً دور المعاناة البشرية من الاحتلال في دفع الفلسطيني إلى صناعة الأعاجيب من أجل يجد سبيلاً يواجه به عدوه.

على مدار السنوات الماضية لوحت إسرائيل كثيراً بأنها تملك القوة التي تستطيع أن تسحق بها المقاومة، ومن العجيب أن الكثيرين كانوا يسمعون ذلك ثم يتحدثون عن حل الدولتين، دون أن يدركوا حجم الاستخفاف الذي تتعامل به إسرائيل مع القضية الفلسطينية، بل وحجم الاستخفاف الذي يتعاملون به مع العرب جميعاً.

لم يدرك صانع القرار في تل أبيب أن المزيد من الضغط سوف يؤدي إلى انفجار، وأن المقاومة هي الأداة البديلة لعدم الاستجابة لحل المشكلة حلاً عادلاً يعيد للفلسطينيين جزءاً من حقوقهم.لا يوجد في الحياة قوة مطلقة ولا ضعف مطلق.

ففي قلب القوة يسكن الضعف، وفي قلب الضعف تكمن القوة، والاستخفاف بالخصم يعني ببساطة التعامي عن نقاط القوة التي يملكها، وهو لا يحتاج إلى أكثر من ذلك، لينتهز الفرضة وينقض على عدوه.

وليس هناك خلاف على أن فترات المعاناة والتعب تدفع بصاحبها، إذا كان يتمتع بروح حرة، إلى أن يفكر ويفتش فيما يملكه من نقاط قوة يستطيع أن يعظمها ويجعلها أداة في مواجهة عدوه.

في السبعينات -أيام الحرب مع إسرائيل- كنا ندرس في كتب القراءة درساً عنوانه "عين القمر"، وكان الهدف منه نفي فكرة "القوة المطلقة أو الضعف المطلقة" في وجدان الأطفال.

يقدم الدرس معالجة بسيطة لإحدى قصص "كليلة ودمنة"، تشرح حال مجموعة من الأرانب الذين فرض عليهم الأسد "ملك الغابة" إرسال واحد منهم كل يوم ليكون طعاماً لغذائه، انصاعت الأرانب واستجابت لرغبات جبار الغابة حتى كادت أن تنقرض.

هنالك ظهرت "الأرنبة فيروز" التي تمكنت من إهلاك قاتل بني جلدتها لتخلصهم منه، مستخدمة في ذلك إرادتها التي حولت ضعفها إلى قوة.

الإحساس بالقوة المطلقة أول خطوة على طريق الهلاك.

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة في قلب الضعف القوة في قلب الضعف



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab