الظلم و«الطوفان»

الظلم و«الطوفان»

الظلم و«الطوفان»

 العرب اليوم -

الظلم و«الطوفان»

بقلم - د. محمود خليل

قبل زيارته لاسرائيل صيف العام الحالي (خلال شهر يوليو 2023) أطلق الرئيس جو بايدن تصريحه الشهير الذي قال فيه: "ليس عليك أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً"، ثم أكد على صهيونيته.

وعند زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية "بلينكن" للمنطقة عقب اندلاع "طوفان الأقصى" ردد أمام نتنياهو": "أنا هنا معكم بصفتي يهودي"، وقدم في كلمته طرحاً يؤكد على أن المقاومة الفلسطينية تريد قتل "اليهود"، وكأن ما يحدث حرباً دينية، هدفها إبادة اليهود، وليس المقاومة ضد محتل يقتل الأبرياء.

وفي كلمته خلال زيارته لاسرائيل عقب اندلاع عملية "طوفان الأقصى" ردد رئيس الوزراء البريطاني عبارات ذكر فيها "التلمود" وهو يتحدث عن فهمه للصراع الحاصل بين المقاومة الفلسطينة ودولة الاحتلال.

الدين كان حاضراً بصورة أو بأخرى على ألسنة بعض المسئولين الغربيين، أثناء التعاطي مع عملية طوفان الأقصى، وقد قوبل ذلك بخطاب مواز على مستوى الشارعين العربي والإسلامي يرفع شعارات دينية في مواجهة المحتل الاسرائيلي.

ترجم الغرب انحيازاته بصورة عملية في عملية التحشيد العسكري بالمنطقة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوربية، وبات الجميع يقفون على أهبة الاستعداد، للتدخل في معركة حماية "اليهود"، كما تردد على ألسنة بعض المسئولين الغربيين، إذا تطلب الأمر ذلك.

المعركة التي بدأت يوم 7 أكتوبر سوف تتوقف وتنتهي في لحظة ما، لكن سيظل العامل الديني قادراً على إشعالها من جديد، ما بقي أمران: أولهما تلكؤ العالم عن الحل العادل للقضية الفلسطينية، حل يمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تتوقف إسرائيل بشكل حاسم عن التعدي على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ثانيهما مواصلة التأكيد على الوجه الديني للصراع العربي الاسرائيلي، وهي الرؤية التي يتبناها الغرب، ويواجه بها العرب والمسلمين بشكل صريح، حين يتحدث عن "يهوديته" والتزامه بحماية "اليهود"، ومن ليس متهوداً يعلن أنه صهيوني، وأنه ليس شرطاً أن تكون يهودياً حتى تكون صهيونياً، كما ردد "بايدن".الزخم الديني الذي يزف به الغرب صراعاته المصالحية هو الذي يخلق التعصب داخل النفوس، فبعد ساعات من عملية "طوفان الأقصى" شهدت الولايات المتحدة واقعة طعن لطفل (26 طعنة) وأمه، واستمرار هذا الطرح سوف يؤدي إلى المزيد من العنف.

ليس من الإنصاف بحال أن يتهم المسئولون والكتاب الغربيون الطرف المقاوم في غزة بأنه يشعل حرباً دينية، في وقت يرددون فيه رؤى دينية وهم يخوضون الصراع، وليس من الموضوعي أن يستغرق بعض الرافضين لخلط الدين بالسياسة ببلادنا في سلق الطرف المقاوم بلسان حاد، في الوقت الذي لا يعلقون فيه بكلمة على تصريحات المسئولين الغربيين المليئة بالمتفجرات الدينية.

ليس من العدل أيضاً أن يصمت العالم على الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى وعلى المقدسيين، جرياً وراء فكرة (ترتدي ثوب الدين) تتمثل في البحث عن الهيكل المزعوم، ويلوم بعدها المقاومة وهي تدافع عن مقدساتها وأهلها. السبب الرئيسي في عملية "طوفان الأقصى" هو الظلم الذي مورس طيلة الفترة الماضية على المقدسيين وعرب 48 والمسجد الأقصى، وقد أرادت المقاومة الرد من خلالها الرد على الاستكبار الاسرئيلي. دخول المقدسات الدينية في أي صراع يبرر للطرف المدافع عنها أن يتدثر بالدين.. ولا لوم عليه في ذلك.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظلم و«الطوفان» الظلم و«الطوفان»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab