الطريق إلى الغرق

الطريق إلى الغرق

الطريق إلى الغرق

 العرب اليوم -

الطريق إلى الغرق

بقلم - د. محمود خليل

لا يوجد مرض أخطر على الإنسان من نسيان يوم الحساب، فحين يسقط الإنسان من تفكيره حقيقة أنه قادم إلى الله ليحاسبه على أعماله، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، فإنه يصبح إلى الفصيلة الحيوانية أقرب منه إلى بنى آدم.

نسيان الحساب هو أصل الكبر.. وقد كان نبى الله موسى يستعيذ -فى مواجهة فرعون- من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب: «وَقَالَ مُوسَى إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ».. صنف البشر المستكبر المدفوع فى استكباره بالكفر بحقيقة أن يوم الحساب آتٍ يعد من أخطر صنوف البشر، وأكثرها إفساداً للحياة وإيذاءً للأحياء. فأنت أمام إنسان لا يؤمن أن للإحسان قيمة أو أجراً يمكن أن يحصل عليه لو أحسن إلى غيره من البشر، ولا يؤمن كذلك أن للإساءة عقوبة يمكن أن تقع عليه حالياً أو مستقبلاً لو أساء إلى غيره.

نحن أمام تركيبة بشرية شيطانية تؤمن أن إرادتها وقرارها بشأن الآخرين هى البدء والمنتهى، لذلك كان من الطبيعى أن تتأله على الله. بهذه الكيفية انزلق «فرعون» إلى جريمته الكبرى المتمثلة فى ادعاء الألوهية: «وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِى».. وكان الأصل فى الجريمة هو الكفر بيوم الحساب.

فى دنيا البشر يقال إن من أمن العقوبة أساء الأدب، فما بالك بإنسان يسير فى الدنيا بقناعة أن الحياة هى البدء والمنتهى، والأصل والفصل، وأن بنهايتها ينتهى كل شىء، مثلما كان النموذج الفرعونى، مؤكد أن شخصاً بهذه التركيبة والقناعة لا بد أن يحتل الكبر كل خلية من خلايا جسده، فماذا يدعوه إلى التردد فى أن يظلم، أو يسحق، أو يعطى من لا يستحق، أو يؤدى فى الحياة كيفما اتفق دون أن يأبه بنتائج أعماله ما دام الحساب غائباً؟.

وقد كان من الطبيعى لمن عاش غير معتقد فى حساب الآخرة ألا يعتقد بدرجة أكبر فى حساب الدنيا، وكذلك عاش فرعون، فقد كانت العلاقة بينه وبين المحيطين به قائمة على إصدار الأوامر من جانبه، والسمع والطاعة من جانبهم: «قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ».. وقد ردد فرعون هذا القول فى مواجهة نصيحة رجل مؤمن من قومه -يكتم إيمانه- حذر فرعون من إقدامه على قتل موسى.

فلم يكن لرجل كفر بحساب الآخرة أن يتقبل فكرة الحساب فى الدنيا، لذلك كان رده المستكبر على نصيحة الرجل المؤمن الذى حذره من قتل «موسى».

فأى رأى مخالف لرأى الفرعون يظهر بين المجموع هو رأى مرفوض، بل ولا يستطيع أن يسمعه، وليس فى مقدوره أيضاً أن يرى الحقيقة الواضحة التى يراها الجميع، لأنه ببساطة يرى أن الأوجب على قومه أن يروا بعينه هو: «مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى»، لأنه -من وجهة نظره- الوحيد الذى يعلم طريق الرشاد.. ولست بحاجة إلى تذكيرك بالنهاية التى سار إليها فرعون وساق فيها قومه إلى «الغرق».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى الغرق الطريق إلى الغرق



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab