«مرايته عميا»

«مرايته عميا»

«مرايته عميا»

 العرب اليوم -

«مرايته عميا»

بقلم - د. محمود خليل

لا تفترض المثالية فيمن لا يمكن أن يكون مثالياً. إنه الإنسان فى كل زمان ومكان الذى يصعب أن يكون مثالياً. فمن هذا الذى يستطيع أن يؤدى فى الحياة بدون أخطاء؟

على المستوى العام هناك اتفاق ما بين البشر على حقيقة أنه ليس بعد أنبياء الله نبى ولا نصف نبى، لكن الإشكالية تظهر حين ينكر البعض ذلك.الإنكار قد يكون سببه «الإعجاب المفرط» بشخص.

فالإعجاب «مرايته عميا» مثل الحب، تجد أحدهم -على سبيل المثال- يرفع إعلامياً، لا يختلف اثنان على موهبته، إلى مراتب الأنبياء، دون أن يفكر لبعض الوقت فى الكيفية التى استخدم فيها موهبته فى تبليع الجمهور أفكاراً وآراء ووجهات نظر أضرت بأفراده أشد الضرر، أو تزيين إنتاج باهت، أو تزييف الوقائع والأحداث وتسميتها بغير أسمائها، مدفوعاً فى ذلك بإرضاء من يقف وراء الواقعة أو الحدث، وخداع الجمهور.

وقد يكون سبب غياب النظرة المتوازنة إلى البشر حالة الاستقطاب التى تسود أى مجتمع من المجتمعات.

فهذه الحالة تؤدى إلى تقسيم رأى الناس، ما بين الصعود بالشخص إلى عليين، أو الهبوط به إلى أسفل سافلين، يعنى إما أن يكون ملاكاً أو شيطاناً، وحقيقة الأمر أن الملائكة لا يظهرون على الأرض، وقد نفى القرآن الكريم ذلك بشكل قاطع: «قُل لَّوْ كَانَ فِى الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً».

على العكس يمكن أن يكون من بين من يسعون على الأرض شياطين. فالله تعالى يقول فى كتابه الكريم: «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ»، ويقول فى موضع آخر: «كَالَّذِى اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِى الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا».لم يهلك الأمم من قبلنا أو يضعضع أحوالها شىء قدر الاستقطاب، والتأرجح ما بين الدعم غير المحدود، والدفاع الذى لا يقف عند حدود، مقابل الاتهام والازدراء والتحقير والتسفيه بالحق وبالباطل.

إذا كان الهجوم المغرض ممقوتاً، فالدفاع الواهى أو غير المبرر موضوعياً أشد مقتاً، ويصبح الأمر مرعباً لو أدى الدفاع عن شخص إلى رفعه فوق مرتبة النقد أو المساءلة، فتلك هى البوابة الكبرى لاهتزاز أوضاع المجتمعات.. فحيث يغيب الحساب يظهر الفساد.

النظر إلى الأشخاص لا بد أن يكون بعدسة مستوية، لا تقعر وتكبر وتمنح الشخص أكثر من حجمه، رغم أنه إنسان له ما لغيره من نقاط ضعف، ولحظات خطأ، أو حتى سوء تقدير الأمور والمواقف، ولا تحدّب وتصغر من شأن آخر، وتتعامى عما فيه من نقاط إيجابية أو أعمال تستحق أن يؤبه لها أو ينوه بها.للأديب الراحل توفيق الحكيم كتاب عنوانه «التعادلية»، يشير فيه إلى أن هذا المبدأ يعد الأهم فى الحياة.

فكل شىء فى هذه الدنيا قائم على التعادلية، والأصل فى ذلك هو الإنسان الذى تتعادل لديه نقاط الضعف مع نقاط القوة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 06:24 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 06:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

GMT 06:17 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 06:15 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حرب العلاقات العامة!

GMT 06:12 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مناظرة حضارية... وهدوء العاصفة الانتخابية

GMT 06:09 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مرايته عميا» «مرايته عميا»



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab