التقوى وأبواب اليُسر

التقوى.. وأبواب اليُسر

التقوى.. وأبواب اليُسر

 العرب اليوم -

التقوى وأبواب اليُسر

بقلم - د. محمود خليل

يقول الله تعالى: «ومَن يتق الله يجعل له من أمره يسراً». هذه هى المرة الثانية التى يتحدث الخالق العظيم فيها عن موضوع التقوى وجزاء المتقين، داخل سورة الطلاق، وذلك بعد قوله تعالى: «ومَن يتق الله يجعل له مخرجاً»، هذه المرة يعد الله تعالى مَن يتقيه بتيسير أحواله.

قيمة اليسر أو التيسير من القيم التى تعلو فى الحياة على ما عداها، بل قل إنه لا توجد قيمة أخرى تعادلها، إذا أخذنا فى الاعتبار وعيد الشقاء الذى نزل به آدم إلى الأرض، وهو الوعيد الذى أورثه لذريته. يقول الله تعالى: «فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى». وأساس حياة الإنسان على الأرض هو التعب والمعاناة.. يقول تعالى: «لقد خلقنا الإنسان فى كَبَد». حاجة الإنسان إلى تيسير الله ماسة، وما أكثر الصعوبات التى يلاقيها الإنسان فى حياته ويشعر معها بهذه الحاجة، وما أعظم ما يكابد الإنسان وما أقرب تيسير الله إليه.

الله تعالى يرحم المحسنين وييسر للمتقين، وأقصر طريق إلى التقوى هو رحمة عباده، فالراحمون يرحمهم الله.. يقول الله تعالى فى وصف المؤمنين: «رحماء بينهم».. ويقول «وجعل بينكم مودة ورحمة».. والنبى، صلى الله عليه وسلم، كان نموذجاً للرحمة بالمؤمنين: «بالمؤمنين رؤوف رحيم»، وثمة طريق آخر للتقوى هو حسن العبادة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى، والصوم فرضه الله على المؤمنين لعلهم يتقون، وخير زاد فى الحج هو التقوى: «وتزودوا فإن خير الزاد التقوى» وهكذا.. والإنسان الذى يستغرق فى العبادات دون أن يكون لذلك أثر فى سلوكه، فعليه أن يراجع نفسه.

إن الله تعالى الرحيم بعباده يريد بهم اليسر دائماً.. يقول تعالى: «يريد الله بكم اليسر».. ولم يجعل الله على المؤمنين أى حرج أو إرهاق فى دينه: «وما جعل عليكم فى الدين من حرج»، نعم، الحياة على الأرض هى جوهر الشقاء، لكن الله تعالى ييسر لعباده المتقين، ويأخذ بأيديهم وسط الصعاب. ويتأكد هذا المعنى داخل سورة الطلاق فى الآية الكريمة التى تشير إلى الجزاء الثالث للمتقين، غير فتح أبواب الخروج من المحن، وتيسير أمور الحياة، وذلك فى قوله تعالى: «ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا».

أكثر قيمة شددت عليها «سورة الطلاق» فيما يتعلق بحسابات الخطوة هى التقوى. فقبل أن يخطو الإنسان أية خطوة فى حياته عليه أن يتقى الله فيها، وأن يحذر أن يسىء إلى غيره، أو أن يحيد عن القيم التى ارتضاها الله لعباده، وسياق السورة الكريمة التى تتناول موضوع الطلاق تؤكد حقيقة أساسية ينبغى أن يراعيها الأزواج على وجه التحديد، فكل زوج مطالب بإعلاء هذه القيمة الكبرى التى أكدتها السورة والمتمثلة فى «التقوى»، بأن يتقى الله فى زوجه وفى أولاده، حتى ولو كانوا رضعاً أو نطفاً فى بطون أمهاتهم.

arabstoday

GMT 02:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«إنجاز» كيسنجر الذى يُدمر!

GMT 02:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بين الشطرنج والمراهنات

GMT 06:28 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:24 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:23 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 06:20 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

GMT 06:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقوى وأبواب اليُسر التقوى وأبواب اليُسر



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab