كرسي «المختار»

كرسي «المختار»

كرسي «المختار»

 العرب اليوم -

كرسي «المختار»

بقلم - د. محمود خليل

كان «المختار» يتمتع بمواهب خاصة للغاية فى الخطابة وبلاغة القول، وقد استخدم هذه المواهب فى إقناع من حوله وتغييبهم، ودفعهم إلى طاعته، ولم يتوان عن أن يعلن غير ما يبطن فى مواقف عديدة، وأنفق بسخاء على أفراد جيشه، حتى يضمن ولاءهم، وحسن التزامهم بتوجيهاته وأوامره، خصوصاً أنهم كانوا أداته فى إتمام مهمة الثأر من قتلة الحسين.

واصل «المختار» توظيف بلاغته اللفظية فى شحذ الهمم ليحرض أصحابه على الثأر من قتلة الحسين من أهل الكوفة المقيمين بها، ثم جعل يتتبع من فى الكوفة وكانوا يأتون بهم حتى يوقفوا بين يديه فيأمر بقتلهم على أنواع من القتلات مما يناسب ما فعلوا، ومنهم من حرقه بالنار، ومنهم من قطع أطرافه وتركه حتى مات، ومنهم من يرمى بالنبال حتى يموت.

فقتل مالك بن بشر، وعبدالله بن أسيد الجهنى، وخولى بن يزيد الأصبحى الذى احتز رأس الحسين، وعمر بن سعد بن أبى وقاص أمير الذين قتلوا الحسين.

وكتب إلى محمد بن الحنفية يبشره بالثأر من كل من شارك فى قتل الشهيد.بدأ الخليفة الأموى «عبدالملك بن مروان» يشعر بخطر «المختار»، فأرسل إليه جيشاً من الشام على رأسه عبيد الله بن زياد، فسيّر «المختار» إليه أصحابه بقيادة «إبراهيم بن الأشتر النخعى»، وخرج معه يودعه فى وجوه أصحابه، ومعهم كرسى «المختار» على بغل أشهب ليستنصروا به على الأعداء، وهم حافون به يدعون ويستصرخون ويستنصرون ويتضرعون.

فرجع المختار بعد أن وصاه بثلاث قال: يا ابن الأشتر اتق الله فى سرك وعلانيتك، وأسرع السير، وعاجل عدوك بالقتال، واستمر أصحاب الكرسى سائرين مع ابن الأشتر، فجعل الأخير يقول: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، سنة بنى إسرائيل والذى نفسى بيده إذ عكفوا على عجلهم فلما جاوز القنطرة هو وأصحابه رجع أصحاب الكرسى.

كان أصحاب «المختار» يستبشرون بالكرسى الذى يجلس عليه صاحبهم، بعد أن ألقى فى روعهم أن فيه سراً، وأنه يصنع الأعاجيب، لكن قائد قواته «ابن الأشتر» نفر منه وشبهه بالعجل الذى عبده بنو إسرائيل.

ويحكى ابن كثير حكاية عجيبة عن هذا الكرسى، يقول فيها إن «المختار» خطب الناس فقال: «إنه لم يكن فى الأمم الخالية أمر إلا وهو كائن فى هذه الأمة مثله، وإنه قد كان فى بنى إسرائيل تابوت يستنصرون به، وإن هذا مثله -يقصد الكرسى الذى كان يجلس عليه- ثم أمر فكشف عنه أثوابه فكبر الناس ثلاثاً، اعترض البعض على هذا الهزل.

لكن لما تواجه جيش المختار مع الشاميين وقتلوا «ابن زياد» ازداد تعظيمهم لهذا الكرسى.وجاءت نهاية المختار على يد مصعب بن الزبير، الذى سار بجيش كبير نحو الكوفة، حيث لقيتهم الكتائب المختارية فحملت عليهم الفرسان الزبيرية، فما لبثت المختارية إلا يسيراً حتى هربوا، وقتل منهم جماعة من الأمراء، وخلق من القراء، وطائفة كثيرة من الشيعة.

وحوصر «المختار» داخل قصره، ومنعوا عنه الغذاء والماء، وكان «المختار» يخرج فيقاتلهم ثم يعود إلى القصر، ولما اشتد عليه الحصار، قال لأصحابه: إن الحصار لا يزيدنا إلا ضعفاً، فانزلوا بنا نقاتل حتى نموت كراماً، فقال: أما فوالله لا أعطى بيدى، ثم اغتسل وتطيب وتحنط، وخرج فقاتل هو ومن معه حتى قُتلوا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرسي «المختار» كرسي «المختار»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab