«علقة» الوالي

«علقة» الوالي

«علقة» الوالي

 العرب اليوم -

«علقة» الوالي

بقلم - محمود خليل

 

عندما يسود الضجر بين الناس، يزداد تململهم من ممارسات القهر الذى يعيشون تحت وطأته، هذا كان حال المصريين خلال الفترة من 1801 وحتى 1805،فى هذا السياق تستطيع أن نفهم الأفعال الغريبة التى كان يأتيها «والى القاهرة» عام 1804، وأزعجت الأهالى أيما إزعاج، ولم يستوعبوا معناها فى حينها.

كانت مصر -أيامها- حبلى بالأحداث، فالأهالى يعيشون حالة غضب واحتقان نتيجة الضغوط التى تمارَس عليهم من جانب الباشا العثمانى «أحمد باشا خورشيد»، والصراع على أشده بين المماليك (الأمراء المصرلية) والعثمانية الذين يقودهم الباشا وقواته من الإنكشارية، وأى صراع بين الطرفين كان يجد صداه لدى الأهالى فى عمليات سلب ونهب ممنهج.. حالة الناس كانت صعبة، وعيونهم متوثبة للانقضاض على الوضع القائم وتغييره، وكان الباشا «خورشيد»، ومن معه من ولاة على المدن والمناطق، يدركون ذلك جيداً، فبدأوا فى التحرك.

بدأت وقائع «التأديب المسبق» للأهالى، حين كان أحد أبناء التجار الكبار جالساً أمام دكان أبيه بسوق الغورية، يمسك كتاب الله بيده، ويقرأ فى آياته الكريمة، حدث ذلك حين كان والى القاهرة يمر على الأسواق، نظر الأخير شزراً إلى الشاب قارئ القرآن، ثم أشار لأعوانه بأن يذهبوا ليحضروه، نفذ الأعوان الأمر، وسحبوا الشاب، وبطحوه على الأرض، وانهالوا عليه ضرباً بالعصى، وسط استغرابه واستغراب الأهالى، لأنه لم يفعل شيئاً، ولا ذنب له، ولا جرماً وقع منه.

أشار الوالى للأعوان بالانسحاب بعد أن أشبعوا الشاب ضرباً، ثم قادهم نحو سوق الأشرفية، وهناك اختار ضحية جديدة، وأمره أتباعه بجره من أمام دكانه وضربه، ففعل الأعوان معه الواجب وزيادة.

تكرار الفعل داخل أكثر من سوق أزعج الأهالى، فحدث بينهم كرشة -على حد تعبير الجبرتى- فأغلقوا دكاكينهم وحوانيتهم، خوفاً من هجمة الإذلال العشوائية التى يقودها والى خورشيد باشا على الأسواق.

ذهب الأهالى الغاضبون إلى بيت الباشا الحاكم واشتكوا له ظلم واليه ورجاله، فأظهر الباشا غضباً شديداً وهو يسمع روايات «العُلَق» التى نزلت على الأهالى دون ذنب أو جريرة، ووعدهم أمام جمع من الجالسين معه بإنزال أشد العقوبات على «الضرّيب» الظالم المفترى.

خرج الأهالى سعداء، وإذا بعدد من الرجال الذين كانوا يجلسون مع الوالى يلحقون بهم، ويقولون لهم: لقد قرر الباشا قتل واليه الذى ضرب الناس.. فهل يرضيكم أن يُقتل الرجل؟ المناسب منكم الشفاعة، انخدع أو خضع الأهالى للعبة، فعادوا أدراجهم إلى بيت الباشا، وتشفعوا فى الوالى الذى كانوا يطالبون بمعاقبته منذ دقائق، فشفع الباشا الطيب -محب الأهالى- عن واليه، وكلف «الأغا» بإحضار المضروبين لتطييب خواطرهم، و«خلصت» على ذلك.

 

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«علقة» الوالي «علقة» الوالي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab