سر «الأقصى»

سر «الأقصى»

سر «الأقصى»

 العرب اليوم -

سر «الأقصى»

بقلم - د. محمود خليل

للمسجد الأقصى سر خاص في تاريخ الإسلام، وهو سر يجد تفسيره في النظر إليه كوجهة من الوجهات المقدسة التي تهفو إليها قلوب المسلمين من ناحية، وظهوره كإطار مكاني لمعجزات مدهشة علقت بالذاكرة الإسلامية من ناحية أخرى.

الأماكن مثل البشر لها أقدار، وكذلك كان قدر "الأقصى" دائماً، فقدره أن يكون باستمرار في بؤرة اهتمام، وما أكثر الأحداث الجسام التي واجهها فجعلته في صدارة المشاهد، وما أكثر ما ضجت الحناجر بالهتاف له، كذلك ما أكثر الجدل الذي يثار حول ما يرتبط بهذه البقعة المباركة من معجزات، أخلدها معجزة الإسراء والمعراج، ولا يخفى عليك ما ينشأ من خلافات في فهم هذه الواقعة ما بين الناس حتى اللحظة.

"الأقصى" ليس مجرد بقعة مباركة من أرض الله، لكنه قبل هذا مكانة، ورمزية، وهو بقعة ومكانة ورمزية لم يدرك المسلمون أهميته، إلا بعد أن فقدوا السيطرة عليه، واجتهد المحتل في إغلاقه في وجوه المحيطين به من أبناء فلسطين، وأصبح يواجه تهديداً مباشراً من جانب من يريدون النيل منه.

ذلك المسجد الذي شكّل في تواريخ سابقة منافساً للمسجد الحرام، ورغم النصوص الثابتة والأحداث المعروفة التي اقترنت بهذه البقعة المباركة، وحاولت التأكيد على هيمنة المسجد الحرام على ما سواه، وسيادة مكة على ما عداها من أماكن بما في ذلك بيت المقدس، إلا أن مكانة المدينة المقدسة والمسجد العتيق في نفوس المسلمين ظلت باقية، ربما كان السر في ذلك ما تعرضت له من محن وإحن ومحاولات للسيطرة عليها، خلال موجة الحروب الصليبية مرة، وخلال الاحتلال الإسرائيلي مرة، عقب أن أفلح المسلمون في السيطرة على "الأقصى" في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

واقعتان أساسيتان في القرآن كان للمسجدين "الحرام والأقصى" البطولة المكانية فيهما. تتحدد الواقعة الأولى في واقعة "القبلة"، فقد كانت "بيت المقدس"، حيث يقع المسجد الأقصى" قبلة المسلمين"، قبل أن يشرع لهم التوجه إلى البيت الحرام في الصلاة.

يقول الله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره".

أما الواقعة الثانية فتتمثل في "الإسراء والمعراج" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

يقول الله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"، فثمة خط خفي ارتبط بواقعة الإسراء والمعراج يصل ما بين المسجدين، وكأنهما ركنين أساسيين يستند إليهما الوجدان الاسلامي.

في كل الأحوال تؤكد كل من واقعتي القبلة والاسراء والمعراج على هيمنة المسجد الحرام على "الأقصى"، لكنها تؤكد من ناحية أخرى على مكانة "الأقصى" في الإسلام، وكذلك رمزيته بالنسبة للمسلمين، وهي رمزية تتحقق أيضاً لدى معتنقي اليهودية والمسيحية، وهو ما جعل هذه البقعة من الأرض من أكثر البقاع التي أريقت فيها دماء. وكأن الدم قدرها المقدور.

arabstoday

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر «الأقصى» سر «الأقصى»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab