«سلام قولاً من رب رحيم»

«سلام قولاً من رب رحيم»

«سلام قولاً من رب رحيم»

 العرب اليوم -

«سلام قولاً من رب رحيم»

بقلم: د. محمود خليل

المتأمل لمشاهد الجنة فى القرآن الكريم يجد أحاديث عن نعم الطعام والشراب وأنهار الخلد التى تجرى بالماء واللبن والعسل المصفى، وغير ذلك من أطايب وعد الله بها عباده المتقين.

بعض المتحذلقين يقولون إن الحديث عن الأطعمة والفاكهة المشتهاة والأنهار التى تجرى بالماء كان يلهب خيال عرب مكة الذين يسكنون الصحراء فيغازل إحساسهم بالحرمان من هذه النعم. تلك هى القراءة الساذجة لمعانى الآيات التى تحدثت عن الجنة.. وليس أهل الصحراء وحدهم هم من يشتاقون إلى هذه النعم، بل كل البشر يحنون إلى ثلاثة أشياء: الطعام الطيب، والزرع الأخضر، والماء الجارى، ابحث فى مساكن البشر فستجد أن من يحوز هذه الثلاثية يجد نفسه قد وصل إلى قمة الإشباع المادى، لكن أين الأمان والسلام النفسى؟.. هذان المعنيان لا يتحققان إلا فى الجنة.

نعيم الجنة يتمحور حول فكرة «السلام النفسى» الذى يمثل كبرى غايات الإنسان منذ أن يولد وحتى يلقى وجه ربه، والآيات الكريمة التى تتحدث عن النعم المادية تتطرق إلى وسائل يعرف الإنسان بعضها ويتعرف على أكثرها عندما ينعم الخالق عليه بالجنة: «وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا»، والهدف فى النهاية هو الوصول إلى أسمى درجات الإحساس بالسلام النفسى.

الله تعالى وصف الجنة بدار السلام: «وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ»، وروى أن تحية أهل الجنة هى السلام «وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ»، وتحية الخالق العظيم لهم هى السلام: «سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ».. «تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ».. السلام هو قمة النعيم الذى يعيشه الإنسان فى جنان الخلد، فهو الغاية الكبرى وقمة النعيم الذى يسبح فيه أهل الجنة.

يبدو الأمر طبيعياً إذا أخذنا فى الاعتبار وصف القرآن الكريم لمعاناة الإنسان على الأرض، فالله تعالى حذر آدم وحواء من أن يخرجهما الشيطان من الجنة «فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى».. فالأرض هى مسرح الشقاء الذى عانت منه الأجيال المختلفة منذ آدم عليه السلام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. والشقاء يجمع فى طياته كل معانى الحزن والمعاناة والهم والكدر وغيرها «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِى كَبَدٍ»، لذا كانت الجنة وعداً بالسلام الذى يختفى فيه الهم والحزن والتعب والكدر.

يقول الله تعالى: «يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ».. تصف هذه الآية استقبال الخالق العظيم لعباده الذين رضى عنهم، فأول ما يتحررون منه هو الخوف والحزن، إنهم يعيشون أعلى درجات الأمان والفرح النفسى اللذين اشتاقت إليهما النفوس فى الحياة الدنيا دون أن تدركهما.. لذا تجد أن أول ما يحمد البشر الخالق عليه فى الجنة هو أنه أذهب عنهم الحزن: «وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ».

الرضا هو درة إحساس الإنسان بالسلام النفسى داخل الجنة: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ».. والجائزة الكبرى التى سيفوز بها من اتقى وزكى وابتغى وجه الخالق فى كل ما فعل فى دنياه هى نعمة الرضا فى الدنيا والآخرة «وَلَسَوْفَ يَرْضَى».

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سلام قولاً من رب رحيم» «سلام قولاً من رب رحيم»



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 14:50 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

إياد نصار يكشف سبب حبه للشخصيات «التوكسيك»
 العرب اليوم - إياد نصار يكشف سبب حبه للشخصيات «التوكسيك»

GMT 08:55 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك من حول العالم

GMT 07:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 16:37 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

سوناك يقر بالهزيمة في انتخابات بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab