المستضعفون من المصريين

المستضعفون من المصريين

المستضعفون من المصريين

 العرب اليوم -

المستضعفون من المصريين

بقلم - د. محمود خليل

علاوة على ما تمتعت به "السيدة نفيسة" من علم وزهد وتقوى، فقد كانت صاحبة ثروة كبرى، ورثتها عن أبيها، ولست بحاجة إلى أن أذكرك بما تمتع به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من جود وكرم، وبالتالي لم يكن من العجيب أن تنثر السيدة الكريمة كل ما تملك على من يحتاج من المصريين، قربى إلى الله، وعطفاً على أهل البلد الذين أحبوها وأحبتهم.

كان المتعبون والحزانى محل اهتمام خاص من السيدة الجليلة التي عرفت معنى تقلبات الزمان، وحاجة الضعيف إلى من يمد إليه يده بالعطف، وقبل ذلك فهمت المعنى الإنساني الجليل الذي أكد القرآن عليه، حين جعل الدفاع عن المسستضعفين واجباً على من يؤمن بربه: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيراً".

إذا كان الله قد أمر المؤمن بأن يضحي بأغلى ما يملك، وهي حياته، دفاعاً عن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فماذا يكون الأمر بالنسبة للمال؟ فهمت "السيدة نفيسة" المعنى الإنساني الذي نادى به القرآن، فاتجهت إلى إنفاق ثروتها على المستضعفين من أهل مصر من "الجذمى والزمنى والمرضى"، أي مرضى الجذام والمصابين بأمراض مزمنة، وغيرهم ممن يعانون من أي مرض. من أجل هؤلاء عاشت السيدة نفيسة، ومثلت بالنسبة إليهم "كهف الحنان" الذي يجدون فيه السلوى والسكينة، فالتفوا حولها وأحبوها. وتخطىء لو ظننت أن العطاء السخي للسيدة نفيسة كان سر محبة المستضعفين لها، لقد كان هناك ما هو أكبر، وهو العطف والاهتمام والاحتواء، النابع من الشعور المرهف بالآخرين. فـ"الجذمى والزمنى والمرضى" الذين يهرب منهم الناس، كانوا يجدون الملاذ عند الحنونة "نفيسة أهل البيت".

لم يلتفت كثيرون -بما فيهم عالم جليل مثل "ابن كثير"- إلى ما مثلته وتمثله السيدة نفيسة للمصريين، فلاموهم على تعلقهم بها، دون أن يستوعبوا أن تركيبتها الشخصية كانت السبب المباشر في ذلك (قبل وبعد وفاتها). فالشخصيات التي يتكامل فيها ضلع الجود والسخاء، مع ضلع العلم والتعلم، مع ضلع العبادة والزهادة، تترك أثراً بالغاً في نفوس المصريين، لأنهم أبناء حضارة.

لعلك تعرف أن الكثير من المشاهير الراحلين والحاليين لم تزل قلوبهم معلقة بمقام السيدة نفيسة، كذلك كان الفنان فريد شوقي، وحسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق، واللواء عبد الحليم موسى وزير الداخلية الأسبق، والدكتور المأمون سلامة رئيس جامعة القاهرة الأسبق، رحمهم الله جميعاً. وهناك الكثيرون من أحباء السيدة نفيسة من بين المشاهير من الأحياء، لكن يظل البسطاء كما كانوا في حياتها، الأكثر محبة وإخلاصاً للسيدة الجليلة، والأكثر ارتباطاً بالبقعة الطاهرة التي تثوي فيها، عليها رضوان الله.

عاشت "نفيسة العلم" بين المصريين فأدفأت حياتهم بحنانها، وأنارتها بعلمها، وطهرتها بتقواها، فارتبط الناس بها برباط وثيق، لم تزل حبائله ممتدة حتى يومنا هذا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستضعفون من المصريين المستضعفون من المصريين



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab