«في المشمش»

«في المشمش»

«في المشمش»

 العرب اليوم -

«في المشمش»

بقلم - د. محمود خليل

ظنى أن حسن عابدين استرد عافيته الفنية بشكل كامل أواخر الثمانينات، وقدم مسرحيته الشهيرة «ع الرصيف» عام 1987. وهى مسرحية جريئة، اشتملت على صرخات تساؤل عما يحدث فى مصر من تحولات، أعقبت سنوات الحرب والانفتاح، وما توازى معهما من كوارث فساد وإفساد، وغلاء وإفقار، وتدمير للأخلاق، وإعطاب للذمم والأخلاق، وخلافه. أداء «حسن عابدين» فى المسرحية -كما كان فى العديد من أعماله- بالصدق ناطق، وكان لذلك بالغ الأثر على الجمهور.بطريقته الصادقة التى تعود عليها الجمهور بات «حسن عابدين» ضيفاً مرحباً به على مائدة الدراما التليفزيونية، طيلة حقبة الثمانينات، وتوالت أعماله خلالها، فشملت مسلسلات: «فيه حاجة غلط»، و«نهاية العالم ليست غداً»، و«أهلاً بالسكان»، و«برج الأكابر» و«أنا وانت وبابا فى المشمش». طبعاً كان للفنان الكبير مسلسلات أخرى عديدة قبل الثمانينات، لكننى أركز على مسلسلات هذه الحقبة، لأنها مثلت صرخة تنبيه مبكرة بالكثير من المهازل التى دخل فيها المجتمع، بدءاً من حقبة التسعينات وما بعدها.حين عُرض مسلسل فيه حاجة غلط (1983) لم يكن قد مر على الدخول فى عصر الانفتاح أكثر من 9 سنوات، لكنها كانت كافية لوضع العديد من أسس التشوه التى ضربت المجتمع المصرى، وقد التقط المسلسل أبرزها وسلط الضوء عليها، وأخطرها: ركوب التفاهة لكل شىء فى المجتمع، إلى حد أن أصبح القرار معلقاً على نتيجة الدورى، وفوز الأهلى أو الزمالك به، والقرار هنا كان متعلقاً بحصول نجل بطل المسلسل «حسن عابدين» على شقة، وانهيار موظف الحكومة أمام صعود الجزارين وبائعى الفاكهة، وتراجع العلم أمام سلطان المال. والخط الأخير تم تمديده على استقامته فى مسلسل «نهاية العالم ليست غداً»، الذى مثل صرخة تنبيه مبكرة لانهيار قيمة العلم والأخلاق، أمام قيم الاستهلاك والامتلاك، الأمر الذى بات يهدد من وجهة نظر بطل المسلسل «مدرس الفلسفة» بنهاية العالم، ما دفعه إلى الاتصال بمخلوقات من العالم الفضائى لإنقاذ البشرية من وهدة التردى الأخلاقى والإنسانى. وتواصل خط التنبيه إلى الفساد الذى ضرب المجتمع ومؤسساته عبر مسلسل «أنا وانت وبابا فى المشمش».للإنصاف كانت هذه المسلسلات وغيرها تحتشد على شاشة التليفزيون المصرى، خلال فترة الثمانينات، وتبث فى ظل درجة معقولة من الحرية، شهدتها الفترة الأولى من رحلة حكم الرئيس حسنى مبارك -رحمه الله- التى امتدت من عام 1981- 1987، لكن ماء كثيراً جرى فى نهر المحروسة، بعد ذلك، قلل شيئاً فشيئاً من اهتمام المحتوى الدرامى بإثارة القضايا المهمة التى تجتهد فى تطوير وعى المشاهد وإمتاع وجدانه.كان مسلسل «أنا وانت وبابا فى المشمش» آخر عمل درامى يقوم به حسن عابدين، إذ توفى بعد إنتاجه بعام واحد (1989).. لكن من المؤكد أن أعماله ما زالت تؤرخ لسيرة فنان صادق الإحساس، يقظ الضمير، عظيم الموهبة.. ليت القنوات المصرية تهتم بإعادة بث أعماله الممتعة.. رحمه الله.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«في المشمش» «في المشمش»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab