«ظهر الفساد»

«ظهر الفساد»

«ظهر الفساد»

 العرب اليوم -

«ظهر الفساد»

بقلم - د. محمود خليل

ليس ثمة شىء أخطر على الأمم من الفساد.. فهو يمثل المقدمة الكبرى للانهيار.وأصل الفساد هو البشر الذين يسعون داخل أى مجتمع.. فهم الذين يصنعونه بأيديهم، وهم الذين ينشرونه فى كافة الاتجاهات.. يقول تعالى: «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون».يقول أهل التأويل إن المقصود بـ«البر» الأماكن الحضرية التى لا تطل على بحار ولا يجرى بها أنهار، أما «البحر» فيعنى الأماكن التى تطل على بحار، والقرى التى يجرى بها أنهار.

ويقول المؤولون أيضاً إن المقصود بقوله تعالى: «بما كسبت أيدى الناس» هو ما اقترفوه من ذنوب. ولو أننا مددنا الخط على استقامته وحاولنا تفكيك مفهوم «الذنوب» التى يرتكبها الإنسان، فسوف نجد أنها تتوزع على: ذنوب يرتكبها الإنسان فى حق ربه، وذنوب يرتكبها فى حق نفسه، وذنوب يرتكبها فى حق غيره، وذنوب يرتكبها فى حق المكان الذى يعيش فيه، وذنوب يرتكبها فى حق الزمان الذى جاء فيه.

على سبيل المثال: عدم الالتزام بالعبادات التى فرضها الله تعالى ذنب يقترفه الإنسان فى حق ربه، وعدم استغلال ما حباه الله الفرد من قدرات أو مواهب ذنب يقترفه فى حق نفسه، وإيذاء الغير ذنب يقترفه الإنسان فى حق غيره، وإفساد المكان أو البيئة التى يعيش فيها الإنسان ذنب يقترفه فى حق المكان، وعدم الوعى بشروط الوقت والظرف ذنب يقترفه الإنسان فى حق الزمن الذى أتى فيه.

الله تعالى واسع العفو والمغفرة، وهو سبحانه أهل للتغاضى عن كسل أو إهمال إنسان فيما فرضه عليه من صلاة أو صيام، لكنه لا يغفر للإنسان ذنباً ارتكبه خارج هذه الدائرة إلا بالاستحلال، فمن يخطئ فى حق نفسه ولا يستثمر ما وهبه الله من نعم لا بد أن يفهم أولاً أنه أخطأ وأساء ويصحح أوضاعه، ومن أذنب فى حق غيره عليه أن يطلب الصفح ممن أساء إليه، ومن أساء إلى الزمان والمكان عليه أولاً أن يعدل أداءه وسلوكه، حتى يغفر الله له فى النهاية.

الذنب مفهوم يتسع لكل الأخطاء التى توصم أداء الإنسان فى الحياة، ولعل أخطر مطب يمكن أن يقع فيه الإنسان فى هذا السياق هو السكوت على الخطر الصغير حتى يستفحل، بما يعنيه من نتائج مترتبة على التقصير فى حق الله أو النفس أو الغير أو المكان أو الزمان.لا أنسى عبارة قرأتها فى كتاب «ألف ليلة وليلة» تقول: «أخطر الخطر ترك الخطر».

إنها عبارة حكيمة تشير إلى أن العاقل يعالج أى خلل فى الأداء بمجرد ظهوره، ولا يهمل أو يتراخى حتى يكبر، أو يستعصى على العلاج.. فعظيم النار غالباً ما يأتى من يد عابثة تترك لحالها، دون أن يوقفها أحد.فى الأول والآخر كل ما يحصده الناس فى هذه الحياة نتاج لما زرعته أيديهم.  

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ظهر الفساد» «ظهر الفساد»



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab