الصيام سبيل الخلاص

الصيام.. سبيل الخلاص

الصيام.. سبيل الخلاص

 العرب اليوم -

الصيام سبيل الخلاص

بقلم - د. محمود خليل

لعل أكبر حكمة يمكن أن يتعلمها الإنسان من أيام رمضان هى كسر الإحساس بالرتابة الناتج عن الاستمرار على حالة ثابتة.

فالمثيرات الاستثنائية التى تكسر حلقات الاعتياد فى حياة الإنسان تنبهه إلى حتمية التوقف والتفكير.

وأيام رمضان هى من هذا النوع من المثيرات. فالصوم يكسر النظام الذى اعتاد عليه الإنسان فى الطعام والشراب والنوم واليقظة وممارسة العبادات بصورة تشعره بأنه يحيا أياماً استثنائية تجعله أكثر اتصالاً بالسماء، ومن المفترض أن يتوازى مع هذا التحول فى نمط العلاقة مع الله عز وجل تغير فى سلوكيات الإنسان ليعرج إلى سماء الارتقاء.

فالصوم مدرسة الهدف منها تعليم المسلم درساً أساسياً هو درس التقوى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

ولعل الوصول إلى حالة التقوى تلك هو الهدف الأساسى لكل العبادات التى فرضها الله على الإنسان، وإن صح أن ننظر إلى الصوم كعبادة شديدة الخصوصية فى إطار ما فرضه الله، فالصلاة والزكاة والحج هى عبادات معلنة يمارسها الإنسان أمام غيره ويستطيع هذا الغير أن يدرك مدى التزامه بها، يستثنى من ذلك الصوم، فهو مسألة بين العبد وربه، وأنت لا تستطيع أن تعرف هل من يجلس أمامك صائم أم لا لأنه من الممكن أن يكون مفطراً فيما بينه وبين نفسه.

ولعل ذلك هو مدلول الحديث القدسى: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به».

والصيام مسألة خاصة جداً. إنه حوار روحانى بين العبد وربه. فمن أراد الاقتراب فعليه أن يسلك طريق الصوم.

فهو طريق الانخلاع من محن الحياة. وربما انتظر الكثيرون رمضان والتفاؤل يعم نفوسهم كسبيل للخروج من دوائر الأزمات والمشاكل ليشعروا بنوع من السعادة القائمة على كسر حدة هذا التدفق الرتيب والروتينى لطقوس الحياة اليومية التى تهلك الإنسان على مدار العام حتى يأتيه رمضان.

والخروج من الأزمات فى حالة الصوم هو أمر طبيعى لأن النفس الصائمة أكثر تسامحاً والعقل الصائم أكثر صفاءً، والتسامح والصفاء هما الأرضية والمنصة التى ينطلق منها الإنسان نحو سلوك أرقى يعكس نظرة مختلفة للحياة. وعندما تختلف نظرة الإنسان للحياة وتتحول من النظرة النهمة إلى الرؤية الزاهدة فإن مشكلات كثيرة تحل، وحتى لو بقيت فإن شعور الإنسان بوطأتها يخف ويقل كثيراً.

ويمكننا القول أن الصوم يشكل بيئة نفسية لحل العديد من المشكلات والأزمات الشبيهة التى يشعر الإنسان بنوع من العجز أمامها.

وإذا استرجعنا بعض المواقف من التراث فسنجد أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يوجه الصحابة، رضوان الله عليهم، إلى الصوم كسبيل للخروج من المحن، وكانوا ينصحون هم بالتبعية بعضهم بعضاً به.كان الصوم عن الكلام مخرجاً للصديقة مريم من المحنة التى واجهتها مع قومها حين أتت قومها وهى تحمل المسيح، عليه السلام، إليهم، وكان سبيل الفرج لزكريا، حين دعا ربه بأن يهبه غلاماً زكياً.كتاب الله وتجربة النبى، صلى الله عليه وسلم، يعلمانا أن الصوم سبيل الخلاص للمؤمنين.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصيام سبيل الخلاص الصيام سبيل الخلاص



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab