طويل الأمل

طويل الأمل

طويل الأمل

 العرب اليوم -

طويل الأمل

بقلم - محمود خليل

الاطمئنان نوعان: اطمئنان بالإيمان، واطمئنان بالغرور.. الاطمئنان بالإيمان جوهره الثقة بالله، وأنه سبحانه قادر على أن يغير فى لحظة من حال إلى حال.. المطمئن بالله لا يعرف الخوف أو اليأس انطلاقاً من قناعته بـ«إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا».. أما الاطمئنان بالغرور فجوهره الثقة الساذجة فى الدنيا، وطول الأمل فيها، والاطمئنان إلى أن شيئاً فى الواقع لن يتغير، وأن الدنيا التى أعطت للشخص وأجزلت له العطاء بالأمس، سوف تعطيه اليوم وغداً، وحتى حين يغادرها فإنه سيلقى نفس الحالة النعيمية التى تمرغ فيها فى الدنيا، بل قد يجد خيراً منها فى العالم الآخر.

فى القرآن الكريم نجد العديد من الآيات التى تقدم لنا وصفاً مستفيضاً لهذا النوع من البشر، وهى فى المجمل تهدينا إجابة عبقرية عن السؤال: ما سر الاطمئنان بالغرور الذى يصيب البعض؟.

السر ببساطة يتعلق بغياب الحساب فى الدنيا أو نسيان الحساب فى الآخرة.

تأمل على سبيل المثال ما قاله نبى الله موسى وهو يواجه كِبر فرعون: «وَقَالَ مُوسَى إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ».لقد غاب الحساب فى الدنيا، فاستمرأ الطرف المستفيد اللعبة، وطال بهم المقام بها، فداخلهم إحساس بأنهم مستمرون، وليس ثم من جديد يخبئه المستقبل.

وغياب الحساب فى الدنيا يخلخل إحساس الإنسان بحساب الآخرة، وقد يندفع إلى الظن بأن الله الذى أعطاه ومكن له فى الدنيا سوف يعطيه ويفرط له أكثر فى الآخرة.. يقول الله تعالى على لسان صاحب الجنتين: «وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّى لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً».

يظل طويل الأمل على تلك الحال حتى تأتى لحظة الحقيقة والمكاشفة: «فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شىْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ».

تلخص لك هذه الآية فكرة «طول الأمل» وكيف يورد صاحبه موارد الهلاك فى الختام.

فالبعض يظن أن عطاء الدنيا له رضا من قيوم الدنيا والآخرة، فيصيبه الغرور، ولا يحسن العمل فيما وهبه الله، فيطغى ويبغى: «إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى»، ولا يفهم أن ما منحته الأقدار من معطيات القوة إلى زوال، فتأخذه الغفلة حتى تأتى اللحظة المباغتة التى يجد فيها الحياة من حوله خاوية على عروشها.

على مسرح التاريخ ظهرت العديد من الشخصيات التى تحركت بمبدأ «الاطمئنان بالغرور» ونهاياتهم معروفة، تجد مثالاً عليهم فى شخصية قنصوة الغورى، السلطان المملوكى الشهير الذى مكث على أريكة الحكم 16 عاماً، فى وقت كان عمر السلاطين فى الحكم يشابه أعمار الزهور، وانتهى به الأمر إلى السقوط تحت حوافر الخيل خلال معركة الريدانية، بعد أن ضربه «الفالج» (شلل ناتج عن جلطة)، وهو يرى الخيانة التى أدت إلى هزيمته أمام سليم شاه سلطان الترك.

وقديماً كان هيرقليطس، فيلسوف التغيير الشهير، يقول: «الإنسان لا ينزل النهر مرتين.. لأن ماء النهر يتجدد باستمرار». 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طويل الأمل طويل الأمل



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab