منظمة الصحة العالمية برَّأت الجيل الخامس من تهمة نشر فيروس كورونا.
هذا الخبر بدا غير مفهوم بالنسبة للبعض. وترتبط حكايته ببساطة ببعض الفيديوهات التى ظهرت على موقع يوتيوب ويتحدث فيها بعض الكتاب الغربيبن عن وجود علاقة بين تكنولوجيا الجيل الخامس وكورونا، وطوَّر البعض هذا الكلام إلى حد الزعم بأن موجات الموبايلات التى تعتمد على تكنولوجيا الجيل الخامس تنقل العدوى بالفيروس!. دعنا معاً نحاول تبسيط الموضوع حتى نفهم أبعاده.
تعلم أن الموبايلات أجيال تكنولوجية، فهناك الجيل الثانى، ثم الثالث، ثم الرابع، وحالياً نحن بصدد الدخول فى الجيل الخامس.
والفارق بين كل جيل وآخر من هذه الأجيال هو «فارق سرعات»، سواء تعلقت السرعة بمعدل الوقت المطلوب للحصول على البيانات، أو السرعة فى معالجتها. هناك أيضاً فروق بين هذه الأجيال على مستوى إدارة البيانات، فالجيل الخامس على سبيل المثال يستطيع أن يدير حجماً ضخماً من البيانات بمعدلات سرعة أعلى، لأنه يعتمد بشكل أساسى على تكنولوجيا الأقمار الصناعية، ونوعية الأبراج التى يستخدمها أكثر كفاءة من الأبراج المعتادة التى وظفتها أجيال الموبايل السابقة، كما أنها أكثر انتشاراً.
ولأن لكل شىء سبباً يصبح من الضرورى أن نفهم السر وراء الصخب المرتبط بتكنولوجيا الجيل الخامس. وهو يتحدد ببساطة فى موضوع «الذكاء الاصطناعى». السرعة والقدرة الكبيرة على إدارة البيانات والمعلومات التى يتميز بها الجيل الخامس ستدعم برامج الذكاء الاصطناعى.
تخيل مثلاً أن لديك برنامج ذكاء اصطناعى خاصاً بقيادة السيارة.
البرنامج فى هذه الحالة سيدخل إلى خرائط جوجل والمعلومات المتوافرة عليه ويحدد بمنتهى السرعة الطرق الأقل ازدحاماً، وتغذيه الخرائط باستمرار بمعلومات حول السيارات التى تسير حوله وتنبهه إلى أية مفاجآت متوقعة فى الطريق. وبناء على ذلك يقود «البرنامج الذكى» السيارة بدرجة معقولة من الكفاءة.
ولكى ينجح مثل هذا البرنامج لا بد أن تتوافر سرعة معينة فى نقل البيانات ومعالجتها مهما كانت درجة ضخامتها وأياً كانت دقة التفاصيل التى تحملها.
هنا تكمن قيمة «الجيل الخامس».
فهو الأكثر قدرة على مساعدة مثل هذا البرنامج ودعمه. لعلك تذكر ما حدثتك عنه حول تأثيرات الذكاء الاصطناعى على حجم العمالة وكيف أنه سيمهد للتخلص من نسبة 80% من العاملين فى الكثير من المجالات، وهى ببساطة النسبة التى تؤدى أعمالاً آلية أو أعمالاً لا تحتاج إلى ذكاء بشرى بتعبير أدق.
لذا فدخول الجيل الخامس يمهد للتحول الكبير نحو الذكاء الصناعى، وتمدد برامج الذكاء الصناعى يمهد العالم للتخلص من نسبة لا بأس بها من العمالة البشرية.
العلاقات المتشابكة بين الجيل الخامس والذكاء الاصطناعى وكذا تداعيات انتشار فيروس كورونا على العمالة التى أصبحت حبيسة البيوت داخل دول العالم المختلفة، والخريطة الاقتصادية الجديدة المتوقعة للعالم بعد انجلاء غمة «كورونا»، هى التى أدت إلى الربط بين موبايلات الجيل الخامس وعدوى كورونا.
وتبدو منظمة الصحة العالمية محقة فى نفى وجود أية علاقة مادية بين الجيل الخامس وتهمة نشر العدوى، لكن مسألة العلاقة بين انتشار هذه التكنولوجيا وتكنولوجيا الذكاء الصناعى وفيروس كورونا مسألة تثير الحيرة. وهى حيرة تزداد عند مراجعة تلك النبوءة التى ترددت على لسان بيل جيتس -قبل عام من ميلاد «كورونا»- حول ظهور فيروس فى الصين يضرب العالم كله فى مرحلة لاحقة!.