الثائر صاحب «الضمير»

الثائر صاحب «الضمير»

الثائر صاحب «الضمير»

 العرب اليوم -

الثائر صاحب «الضمير»

بقلم - د. محمود خليل

زمان كانت الأسر الغنية فى مصر تعرف قيمة التعليم المتميز رفيع المستوى، وترى أن بذل المال فيه تعنى وضعاً للثروة فى مكانها، ولم يكن رب الأسرة الذى ينفق بسخاء على تعليم أولاده يستهدف من وراء ذلك أن يجعل منهم آلات تواصل مسيرة جمع المال، ومراكمته داخل الأسرة فى المستقبل، بل كان يكترث بقيمة العلم فى حد ذاته، ويعتبر حيازته أساساً من أسس الحياة الناجحة مثله مثل المال.

على هذا النحو كانت تفكر أسرة «مكرم عبيد» فأرسلته بعد أن أتم دراسته الأولية فى مصر عام 1905، ليدرس بالكلية الجديدة فى أكسفورد، وحصل منها على درجة امتياز فى القانون عام 1908، ثم واصل دراسته القانونية العليا بجامعة ليون بفرنسا، حتى أتمها عام 1912.

بعد إتمام دراسته عاد «مكرم عبيد» إلى مصر، وانخرط فى سلك الوظائف القانونية، ولم تمر سوى 7 سنوات حتى اندلعت ثورة 1919، فشارك فيها بكل قوته، وكان من ضمن الزعامات التى قادت حركة إضراب الموظفين عن العمل فى سابقة أولى من نوعها، منذ أن عرفت مصر «الوظيفة الميرى» فى عصر محمد على. فلأول مرة يشارك هذا القطاع من المصريين - فى ثورة. وكان من المعروف عن الموظفين فى مصر أنهم ميالون إلى تثبيت الأوضاع القائمة والدفاع عن الأنظمة الحاكمة بسبب ما ينعمون به من دخل ثابت يمكن أن تضر الثورات به بسبب حالة الفوضى وعدم الاستقرار التى تتسبب فيها.

كانت ثورة 1919 فريدة فى قدرتها على صهر المصريين فى بوتقة واحدة، هى بوتقة الوطن والقضية الوطنية، فالتحم الموظف مع العامل والفلاح، واندمج المسلم مع المسيحى، والفقراء مع الأعيان، واندفعوا مطالبين بتحقيق حلمهم فى الاستقلال، وبناء حياة ديمقراطية ونظام دستورى حقيقى.

عند نقطة التلاقى تلك التى أوجدتها ثورة 1919 بين المصريين تشكلت شعبية «مكرم عبيد». فهو القبطى الذى التحم مع أخيه المسلم، وهو الموظف الذى التحم مع العامل والفلاح، وهو الثرى المتعلم الذى التحم مع أشقائه من فقراء وبسطاء المصريين، وصدحت حناجرهم بهتاف واحد.

ذلك هو سر شعبية مكرم عبيد، أنه مثّل حالة التقت عندها كل خطوط الشخصية المصرية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدينية، وذابت عندها الحدود الفاصلة ما بين المصريين على هذه المستويات، وأصبحت مرآة ينعكس عليها كل ما هو مشترك ما بين أبناء هذا الشعب.

وبمرور الوقت ومع ترسخ دور الزعيم الشاب فى التمكين لثورة 1919، كما كتب خالد محمد خالد ذات يوم، تحول مكرم عبيد إلى ما يمكن وصفه بـ«الضمير الشعبى» -كما وصفه سعد الدين إبراهيم- الذى يجسد أحلام المصريين فى مصر أكثر عدلاً وقوة وتسامحاً.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثائر صاحب «الضمير» الثائر صاحب «الضمير»



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab