فؤادة ورجب

"فؤادة" و"رجب"

"فؤادة" و"رجب"

 العرب اليوم -

فؤادة ورجب

بقلم - د. محمود خليل

قانون الإصلاح الزراعي الذي أصدرته الثورة (سبتمبر 1952) حوّل الفلاح من أجير إلى مالك، كما تحدث الرئيس عبد الناصر في أكثر من خطاب، وأكد في أحدها أنه حقق ما وصفه بـ"الديمقراطية الاجتماعية"، في إشارة إلى أن الديمقراطية لم تعد سياسة بل مجتمع تتوزع فيه الأنصبة بالعدل.الرئيس عبد الناصر كان له فكره وتصوره حول التحول الذي يريد إحداثه في المجتمع، وكان يعرف جيداً كيف يبني شعبيته. وليس هناك خلاف على أن مسألة توزيع الأرض على الفلاحين ساهمت في وضع اللبنات الأولى لشعبيته الجارفة، التي انضمت إليها فيما بعد فئات أخرى، مثل العمال والموظفين والطلبة، أو ما اصطلح على تسميته في ذلك الوقت "تحالف قوى الشعب العامل".أصبح للفلاح عيداً تحتفل به الدولة كلها يوم 9 سبتمبر من كل عام. ومؤكد أن أغلب المصريين لم يعودوا يلتفتون إليه لأنه ليس يوم "إجازة رسمية". ولو أنك استرجعت بعض الأعمال السينمائية والدرامية التي أنتجت أواخر السبعينات وخلال فترة الثمانيات ستجد أن عيد الفلاح تحول فيها إلى مادة للسخرية، بل من المؤسف أن أقول أن الفلاح المصري نفسه تحول إلى مادة للفكاهة. راجع على سبيل المثال أفلاماً مثل "عنتر شايل سيفه" و"رجب فوق صفيح ساخن"، وتأمل صورة الفلاح كما رسمها هذان الفيلمان وغيرهما، التي تبلورت حول فكرة "الفلاح الذي بهرته أضواء المدينة".هذه الصورة بدت مغايرة تماماً للفلاح والفلاحة المصرية التي قدمتها بعض الأعمال الدرامية والسينمائية في الستينات من القرن الماضي. تأمل على سبيل المثال صورة الفلاحة "فاطمة" في "الزوجة الثانية"، وصورة "فؤادة" في "شىء من الخوف"، وصورة "الشيخ ابراهيم" في الفيلم نفسه، وارجع إلى خماسية الساقية لعبد المنعم الصاوي، وستجد فيها أيضاً معاناة الفلاح وكفاحه وآلامه وآماله، بل واستبداده، حين يستقوي بالمال، كما حدث مع "سلطان" في الجزء الأول من الساقية: "الضحية".الصورة الدرامية للفلاح المصري في أفلام ومسلسلات الستينات كانت مختلفة عن أفلام السبعينات والثمانينات، لكن الواقع كان واحداً في الفترتين، ففي الحالتين كانت السلطة المركزية في القاهرة تمارس نوعاً من التعسف ضده، خصوصاً حين تغضب عليه، ولم يسلم الأمر في المجمل من نوع من التعالي على الفلاحين والحياة الفلاحية رغم الأصل الريفي العتيد الذي أصبح يدمغ طبقة الحكم.تسييس مسألة الزراعة وتحويل الفلاح المصري إلى رصيد في مخزون الشعبية مثل ملمحاً من ملامح التحول الذي حدث في مصر بعد عام 1952، ليس معنى ذلك بالطبع أن نقول أن الزراعة أهملت بشكل كامل، أو أن الفلاحين لم يعودوا يهتمون بأرضهم، لكن حجم الأرض الزراعية بدأ يتآكل بمرور الوقت، في حين تواصلت حالة التعالي على الفلاح.ولا تجد كاتباً استطاع أن يضع يده على المفارقة ما بين الأصول الريفية لرموز النخبة في مصر الستينيات وما يعدها وحالة التعالي التي حكمت النظرة إلى الفلاح والزراعة مثل الكاتب والروائي الراحل فتحي غانم في روايته: "زينب والعرش"

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فؤادة ورجب فؤادة ورجب



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab