العنقاء «الجركسية»

العنقاء «الجركسية»

العنقاء «الجركسية»

 العرب اليوم -

العنقاء «الجركسية»

بقلم - د. محمود خليل

لم يختف الجراكسة من مسرح الحكم في مصر بعد مذبحة القلعة الشهيرة عام 1811، بل ظلوا كعهدهم جزءاً من تركيبة "الجندية"، خصوصاً بعد أن اتجه محمد علي إلى إنشاء جيش نظامي من المصريين، واعتمد على من بقي من الجراكسة وأبنائهم كضباط، تم تدريبهم على يد سليمان باشا الفرنساوي.ولم يكن هذا التوجه يعجب الخديو سعيد الذي خطب في الجنود ذات مرة –كما يحكي عرابي في مذكراته- وعبر لهم عن حزنه على هذه البلاد التي تقلب عليها الأجانب من كلدانيين وفرس، ثم أشار إلى الجركس، وصنفهم في فئة الأجانب الذين تعسفوا مع المصريين، ووصفهم بأنهم "يفسدون في الأرض ولا يصلحون" ثم استطرد قائلاً: "وإني عزمت على تثقيف أبناء البلاد وتهذيبهم وترقيتهم حتى تكون الحكومة بأيديهم، بصفة كوني مصرياً منهم وبالله الاستعانة".منذ عهد "سعيد" تم فتح باب الترقية أمام المصريين، مثلهم مثل الجراكسة، فترقى أحمد عرابي إلى قائمقام وهو الذي كان بالأمس نفر، لكن الأمور سارت عكس ما كان يحلم به الزعيم، فقد مات "سعيد" الذي كان عطوفاً على المصريين –كما يحكي عرابي- وتولى حكم البلاد من بعده الخديو اسماعيل، الذي كان منحازاً إلى الجراكسة، خصوصاً الأميرألاي خسرو باشا ومصطفى باشا سليم، وقد تآمر الاثنان ضد "عرابي" حتى تم فصله من الخدمة. عاد "عرابي" إلى الخدمة بعد أن تقدم بطلب عودة إلى عطوفة الخديو، وذلك في عهد ناظر الجهادية حسين باشا كامل، وتم قبوله منه.اختلفت أمور كثيرة بعد عزل الخديو اسماعيل وتولية الخديو توفيق، وصعود عثمان باشا رفقي "الجركسي" إلى نظارة الجهادية في وزارة مصطفى باشا رياض. وصف "عرابي" ناظره "رفقي" بالجهل والعجب، ويبدو أنه كان يمثل في نظره تجسيداً لفكرة الأرستقراطية الجركسية، وسيرة الرجل تدلل على ذلك بصورة أو بأخرى، إذ من المشهور عنه أنه كان يتعامل مع المصريين من الفلاحين وأولاد البلد بقدر كبير من الكبر والتعالي، وقد اتخذ قراراً بمنع ترقياتهم، ومن كان منهم يشغل موقعاً مهماً نحاه عنه وولى مكانه جركسياً، كما حدث مع خورشيد نعمان بك وهو جركسي حل محل الأميرألاي عبد العال حلمي.ويحكي أحمد عرابي في مذكراته واقعة عجيبة مثلت إحدى مقدمات الثورة التي قادها ضد الخديو توفيق عام 1882، وتتعلق باجتماعات متعددة قام بها الجراكسة تحت قيادة خسرو باشا الفريق، ذكر فيها أن الجراكسة جلسوا "يتذاكرون في تاريخ دولة المماليك في كل ليلة بحضور "رفقي" باشا –ناظر الجهادية، ويلعنون فيها حزب عرابي، ويقولون قد حان الوقت لرد بضاعتنا، وإنهم لا يغلبون من قلة، وظنوا أنهم قادرون على استخلاص مصر وامتلاكها كما فعل أولئك المماليك".أمران يمكن أن تستخلصهما من هذه الواقعة، أولهما أن المذبحة التي قام بها محمد علي عام 1811 ضد المماليك لم تقض على الجراكسة، فالواقعة التي تدور بعد المذبحة بحوالي 71 سنة يتحدث فيها عثمان رفقي وجراكسته أنهم لن يهزموا اليوم من قلة، مما يدل على إحساسهم بالتمكن من رقبة الدولة، ثانيهما أن الخصومة بين الأرستقراطية الجركسية والطبقة الشعبية النامية انفجرت، وأصبح المكتوم علنياً، وبات كل طرف يحاول أن يقضي على الطرف الآخر.وانتهى المشهد كما تعلم بهزيمة العرابيين.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنقاء «الجركسية» العنقاء «الجركسية»



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab