«رجل مهم»

«رجل مهم»

«رجل مهم»

 العرب اليوم -

«رجل مهم»

بقلم - محمود خليل

حدثتك عن عصر الأشباه الذى تربى فى ظلاله مواليد الستينات، والقالب الغالب الذين كان يشدهم جميعاً، فجعلهم يتقاربون فى المأكل والملبس والتعليم وظروف المعيشة عموماً، وظروف المستقبل المتوقع لهم خصوصاً.

الدنيا كانت تتغير منذ منتصف السبعينات لتضرب فكرة القالب التى نشأ وتربى فيها جيل الثمانينات، وظلت عجلة التغيير تسير حتى وصلنا إلى التسعينات. أزياء المدارس باتت متنوعة، كل مدرسة بزى مستقل اللون والتفصيلة، الفروق الطبقية بين الزى الرسمى لطلاب المدارس الحكومية والخاصة والأجنبية بدأت فى الظهور، فى الشارع بدأ يظهر الحجاب والنقاب كزى استقلت به بعض السيدات، عن المواطنات العاديات اللائى لا يعرفن فكرة التنظيمات. بين البسطاء من المصريين وطبقة الأثرياء الجدد بدأت تظهر فروق على كل المستويات: الملبس، والمأكل، والمسكن، والعلاج، وحتى المصيف.

فى الستينات وأوائل السبعينات لم يكن المظهر يهم. كانت نظافته ونظافة أخلاق صاحبه هى الأهم، لكن الدنيا بدأت تختلف فأصبح المنظر قيمة ورسالة إلى كل من يهمه الأمر بأنه يقف أمام «رجل مهم»، وتتعاظم الأهمية كلما عّبر المظهر عن براندات مستوردة من الخارج، وينفرج بالعظمة إذا كان مصحوباً بسيارة أحدث موديل، بعد أن خرجنا من زمن السيارات النصر والآر والفيات 124 و128 و131 و132.

الاهتمام بالمظهر لا ينفجر إلا فى وجود الأدوات وتعدد الخيارات التى يتنافس عليها البشر، وينقسم الناس إزاءها إلى عاجز، وقادر ومقتدر، وسبحان العلى القدير. وقد بدا هذا الأمر وئيداً أواخر السبعينات وطيلة الثمانينات، ثم انفجر فى التسعينات بعد دخول الدش والموبايل فى بيوت وأيدى المقتدرين، ثم القادرين، ثم تسلل إلى العاجزين، وعبر الشاشتين بدأ الكثيرون، ومن بينهم جيل الثمانينات، اكتشاف العالم من جديد، وأدركوا المفتاح الذى يميز الواقع والعصر الذى يعيشون فيه، والمتمثل فى «سباق المظاهر».

تاه جيل الثمانينات فى صخب السباق، ركب من ركب منهم قطار المظاهر فتزين بأرفع أدوات العصر، واندفع إليها اندفاعاً، واعتبر الموبايل أحدث ماركة، والبراندات، والسيارة الزيرو، أدوات للانضمام إلى ركب الأعمال، وفى الوقت نفسه تعبير عن النجاح، أما الكثرة الغالبة من أبناء الجيل فكان مصيرها كمصير من سبقها من أجيال، حاولت الدخول فى السباق، لكنها لم تملك الأدوات، فرضيت بالعيشة المتوسطة أو المتدنية (كل واحد وظروفه).

بحث أفراد من جيل الثمانينات عن بديل لقطار رجال الأعمال، فركبوا قطار العمل فى الخليج للحصول على دخل يمكنهم من حل اللغز الذى حيرهم (لغز الشقة والسيارة)، وعاد هؤلاء من الخارج، أو مكثوا هناك، ودخلوا سباق الاستهلاك، كل حسب ظروفه وقدراته.

وجد آخرون الحل فى الفساد، وكانت بوابته قد فتحت بشكل ملحوظ لكل ذى عينين خلال فترة التسعينات، فانطلق من تأثر بالفكر الانتهازى فى استغلال الفرص التى أتيحت على هذا المستوى، وكانت السلطة حينذاك لا تمانع فى أن يتحول أحد إلى لعبة الفساد، أو استغلال النفوذ، أو تهميش عمله الأساسى لحساب عمل مربح آخر يمارسه، بشرط ألا يطلب من المسئولين عن حياته حلاً لمشكلاته المعيشية، وأن يؤدى كفاسد محترف، يعرف كيف يدارى أموره، ويفهم كيف يديرها إذا انكشف أمره.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رجل مهم» «رجل مهم»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab