من «الهبرة» إلى «النصباية»

من «الهبرة» إلى «النصباية»

من «الهبرة» إلى «النصباية»

 العرب اليوم -

من «الهبرة» إلى «النصباية»

بقلم - محمود خليل

وصف الهبرة الذى ظهر فى القاموس المصرى أواخر الستينات وخلال فترة السبعينات وما بعدهما كان يعبّر عن صعود طبقة من الانتهازيين الساعين لتحقيق الثراء بأى صورة من الصور المشروعة أو غير المشروعة. جيل الألفينات يستخدم لفظاً آخر فى وصف مسألة السعى إلى استغلال الواقع من أجل الثراء السريع والمريح، هو وصف «نصباية».

أفراد جيل الألفينات ليسوا كآبائهم وأجدادهم ممن كانوا يستغرقون وقتاً فى التخطيط للهبر، ثم تنفيذ الخطة وتحقيق المطلوب، إنهم يعتمدون على الطلقات السريعة. فالهبر عندهم -فى بعض الأحوال وليس كلها بالطبع- فكرة تُيسر عملية النصب. اجلس مع قليلى الموضوعية من أفراد الألفينات واسأل أياً منهم: ما حلمك؟ سيجيبك نفسى أوصل لفكرة جديدة أحقق بيها ملايين.. أعمل زى ستيف جوبز أو بيل جيتس أو مارك زوكربيرج، وأخبط لى فكرة تطرقع وتحقق ملايين وبعدين مليارات.

يظن الطامح إلى ذلك من شباب هذا الجيل أن نجاح أىٍّ من الأسماء التى ذكرها كان خبط عشواء، ولا يفهم أنه تأسس على جهد وكفاح ومثابرة، وتضحية، حتى استطاع تحقيق ما يطمح إليه. تتعجّب وأنت تسمع عن «طموح الفكرة المطرقعة» لمشروع من شاب يسهر حتى الفجر وينام حتى العصر، ويقضى غالب ساعات يقظته أمام الموبايل، غارقاً فى بحر لجى من الصور والفيديوهات والتدوينات الشخصية السطحية الساذجة. «الهبيرة الجدد» من الشباب تستطربهم على سبيل المثال بعض تجارب السرقة السريعة من خلال النصب بفكرة داخل عالم الإنترنت، أو اللعب فى برنامج لمؤسسة من أجل سرقة ملايين، أو النصب ببرامج تكنولوجية معينة وهكذا.. المهم فى كل الأحوال التحقيق السريع، وحصد المال من أقصر الطرق الممكنة.

البعض يغرق فى مشروعات «الستارت أب»، ويظن أن الحصول على فكرة مطرقعة يكسب بها ملايين كما فعل غيره سوف يأتيه وهو مستلق على ظهره، ولا يستوعب أن الفكرة المبتكرة هى نتاج لتراكم البحث والمعرفة، وأن اكتشاف قانون الجاذبية لم يكن لعبة من ألعاب نيوتن، بل سبق الاكتشاف جهد وملاحظة متأنية على مدار فترات زمنية طويلة قام بها الرجل.

لا ينجح من جيل الألفينات إلا من يسعى ويجتهد، أما من يريد أن يأكلها (والعة) فلا بد أن يحترق بنار عدم وعيه ويحرق غيره أيضاً. من يريد أن يأكلها والعة هو من تربى على أن كل شىء يأتيه سهلاً دون عنت أو مشكلات، هو من نشأ على فكرة أنه لا يخطئ، وأنه ضحية العالم من حوله، فإذا تعثر فى الدراسة، فالسبب هو نظام التعليم الذى يظلمه، وإذا بالغ فى طلباته المالية وجد أباً يشعر بالخزى أمامه ولا يعلمه أن كل شىء وله حدود، وإذا غرق فى العالم الافتراضى وسقط فى إدمان التكنولوجيا فزيه زى أبناء جيله.

مثل هذه الأوضاع تؤشر إلى تحول خطير وقع فى حياة المصريين خلال العقدين الأخيرين، جعل كل شىء مبرراً فى نظر الشباب، ولك أن تستنتج أثر ذلك على سلوكيات الفرد والجماعة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «الهبرة» إلى «النصباية» من «الهبرة» إلى «النصباية»



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:41 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

محمد صلاح لن يشارك مع مصر في أولمبياد باريس 2024
 العرب اليوم - محمد صلاح لن يشارك مع مصر في أولمبياد باريس 2024

GMT 16:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عاصفة شمسية ضخمة تتجه نحو الأرض خلال ساعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab