ما لا يطلبه المستمعون

ما لا يطلبه المستمعون

ما لا يطلبه المستمعون

 العرب اليوم -

ما لا يطلبه المستمعون

بقلم - محمود خليل

الدكتور يوسف شوقى كان صوتاً معروفاً ومألوفاً لمحبى الموسيقى والغناء خلال الثمانينات من القرن الماضى. الرجل فى الأصل كان جيولوجياً، متخصصاً فى مجال العلوم، لكن «نداهة الفن» نادته منذ مرحلة مبكرة من عمره، فتعلق قلبه بالموسيقى والغناء. عرف كثيرون صوته عبر أثير الإذاعة من خلال برنامج طريف فى فكرته، نوعى فى طريقة تقديمه، هو برنامج: «ما لا يطلبه المستمعون».

خلال هذه الفترة كان برنامج «ما يطلبه المستمعون» على إذاعة جمهورية مصر العربية من البرامج ذات الشعبية الكبيرة، يختار فيه المستمعون أغانيهم المفضلة، ليقدمها المذيع أو المذيعة مع أسماء من طلبها والإهداءات. الاختيارات كانت تقع فى الأغلب على الأغانى الجديدة أو المعاصرة لأم كلثوم وعبدالحليم وشادية وفايزة وسعاد محمد وفريد وغيرهم، ونادراً ما كان يطلب المستمعون غيرها.

قدم يوسف شوقى الفكرة العكسية بشكل نوعى وعبقرى، فكان يختار بنفسه أغانى لا يطلب الناس سماعها، ويشرح مواطن الجمال فيها، ويدعو المستمع إلى تأملها وتذوقها، ثم يقوم بإذاعتها. لفت البرنامج النظر بصورة كبيرة، وأصبحت له شعبية واضحة بين المستمعين، بعد أن نبههم إلى إبداعات غنائية كانوا محرومين منها، وارتبط أغلب من تابعوا البرنامج بصوت الدكتور يوسف شوقى الهادئ الوقور، وعلقت بأذهانهم -كما يقول كمال النجمى فى كتابه «تراث الغناء العربى»- الجملة الختامية التى كان ينهى بها الدكتور برنامجه مصحوبة بتنهيدة أسف: «.. إيه.. ويمضى الزمان.. ونمضى معه».

على طرافته وغرابته مثّل برنامج «ما لا يطلبه المستمعون» علامة مميزة من علامات الإذاعة المصرية فى الثمانينات، وهدم نظرية «الجمهور عاوز كده»، وأعاد الاعتبار لفكرة «الارتقاء بالذوق العام» وتعويد الناس على «الجيد» كوسيلة لطرد الردىء، لكن كان للغبن أحكام!. فقد توقف البرنامج فجأة، وبعدها بحين ظهر فى نسخة جديدة باسم جديد بمذيع جديد، وهو برنامج «غواص فى بحر النغم» للمبدع الراحل عمار الشريعى. و«الشريعى» فى ذلك الحين كان يعيش فترة البدايات، ونجمه آخذ فى الصعود، بعد الألحان البديعة التى قدمها لعدد من المطربين والمطربات، من بينهم شادية، وعلى رأسها أغنية «أقوى من الزمان».

«غواص فى بحر النغم» مثّل استنساخاً لبرنامج «ما لا يطلبه المستمعون»، ولا يقلل هذا بحال من إبداع عمار الشريعى فى تقديمه، ومواصلته رحلة البحث عن الجميل والبديع فى الغناء المصرى، وشرح وتفكيك الأغانى وكشف مواطن التميز اللحنى والكلماتى فيها ببراعة واقتدار، لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن صاحب صك براءة الفكرة كان أولى بالاستمرار فيها، خصوصاً أنه أجاد كل الإجادة فى ذلك، ومن واصل تقديمها من بعده التزم بنفس «القالب» الذى اعتمد عليه المؤسس.

بعد نقل برنامجه إلى غيره اكتوى يوسف شوقى بإحساس حارق بالغبن، ومال إلى ترك بر المحروسة التى جحدته، سافر إلى «عُمان» وقضى ما تبقى من عمره هناك، وعندما شعر بدنو أجله أوصى بأن يُدفن فى تراب الأرض التى احترمته.. ومات ودُفن فى أرض بعيدة عن تلك التى غبنته حقه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يطلبه المستمعون ما لا يطلبه المستمعون



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
 العرب اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab