حبيبة المصريين

حبيبة المصريين

حبيبة المصريين

 العرب اليوم -

حبيبة المصريين

بقلم - محمود خليل

احتفل المصريون أمس الأول بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة رضى الله عنها وهى نفيسة بنت أبى محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب القرشية الهاشمية ولدت السيدة نفيسة بالمدينة المنورة، وعاشت حياة مريحة مسترخية بفضل منصب أبيها، الذى كان نائباً للخليفة العباسى «المنصور» على المدينة، ولأن الحياة لا تدوم على وتيرة واحدة فقد انقلب الخليفة على نائبه، ليس ذلك وفقط، بل وقرر سجنه ومصادرة أمواله أيضاً، فانقلبت حياة السيدة نفيسة رأساً على عقب، واعتدلت الأحوال بعد ذلك بعد وفاة المنصور وتولى المهدى، فأفرج عن «الحسن» وأعاد إليه أمواله المصادرة كانت مصر المحطة التالية فى حياة السيدة نفيسة، حين قررت السفر إليها والإقامة بها. يقول «ابن كثير»: «دخلت نفيسة الديار المصرية مع زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر فأقامت بها، وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس والجذمى والزمنى والمرضى وعموم الناس، وكانت عابدة زاهدة كثيرة الخير».

شاء الله تعالى أن تكون مصر ملاذاً لأهل بيت النبى بعد أى محنة تمر بهم. فبعد محنة كربلاء سارت سيدات أهل البيت إلى مصر، وهو ما فعلته السيدة نفيسة أيضاً بعد محنة سجن أبيها ثم الإفراج عنه. فانتقلت بالثروة التى ورثتها عن أبيها، فأحسنت إلى الناس، وكانت تركز رضى الله عنها بصورة خاصة على مرضى الجذام والمرضى بأمراض مزمنة بالإضافة إلى عموم الناس، فأحبها المصريون، كما تعودوا دائماً على محبة من يطبطب عليهم لم تكن السيدة نفيسة مجرد شخصية خيّرة تجود على المحتاجين والمتعبين فتمسح جراحاتهم، بل كانت أيضاً عابدة متبتلة زاهدة، وكانت من أعلم أهل الأرض بأمور الدين، لذلك لقبت بـ«نفيسة العلم»، وقد عاصرت الإمام الشافعى خلال فترة وجوده بمصر، وجلس إليها وجلست إليه إحياء لسنة العلم والتعلم تواصل عطاء السيدة نفيسة للمصريين حتى اختارها الله إلى جواره، وشاء زوجها أن ينقلها إلى المدينة ليدفنها هناك، لكن أهل مصر أبوا عليه ذلك.

يقول «ابن كثير»: «ولما توفيت نفيسة عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم فدفنت فى المنزل الذى كانت تسكنه بمحلة كانت تعرف قديماً بدرب السباع بين مصر والقاهرة وكانت وفاتها فى شهر رمضان» لم يفهم الكثير من المؤرخين ما مثلته وتمثله السيدة نفيسة للمصريين، وأن تركيبتها الشخصية كانت السبب المباشر فى تعلقهم بها (قبل وبعد وفاتها) فالشخصيات التى يتكامل فيها ضلع الجود والسخاء، مع ضلع العلم والتعلم، مع ضلع العبادة والزهادة، تترك أثراً بالغاً فى نفوس المصريين، لأنهم أبناء حضارة عاشت «نفيسة العلم» بين المصريين فأدفأت حياتهم بحنانها، وأنارتها بعلمها، وطهرتها بتقواها، فارتبط الناس بها برباط وثيق، لم تزل حبائله ممتدة حتى يومنا هذا. فقلوب الكثير من المصريين ما زالت معلقة بمشهدها المعروف بحى السيدة نفيسة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبيبة المصريين حبيبة المصريين



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab