آخر الرجال المحترمين

آخر الرجال المحترمين

آخر الرجال المحترمين

 العرب اليوم -

آخر الرجال المحترمين

بقلم - محمود خليل

«آخر الرجال المحترمين» هو عنوان لفيلم بديع غزل أحداثه «وحيد حامد»، وأخرجه «سمير سيف»، وقام ببطولته الفنان «نور الشريف». لا أجدنى بحاجة إلى أن أكرر لك أحداث الفيلم، فالكثيرون شاهدوه أكثر من مرة، لكن ثمة سؤالين أريد طرحهما على هامش الفيلم.

السؤال الأول: من بين أبطال الفيلم من يقصد المؤلف وحيد حامد بوصف «آخر الرجال المحترمين»؟ ربما يتفق أغلبنا على أن المقصود بالوصف هو الأستاذ «فرجانى» بطل الفيلم الذى بدا ممتلئاً بمشاعر إنسانية فياضة انعكست على تعاملاته الراقية مع من حوله، خصوصاً تلامذته الصغار الذين شعر نحوهم بعاطفة أبوة دافقة، دفعته فى لحظة إلى أن يوقف نفسه وكل من حوله من أجل البحث عن تلميذة صغيرة تاهت منه فى رحلة لحديقة الحيوان، واتضح بعد ذلك أنها اختُطفت على يد سيدة تعيش تجربة نفسية مريرة عقب أن فقدت صغيرتها، وأفلتت بها فى زحمة القاهرة، وهى الزحمة التى كان يخشى «فرجانى» العاصمة بسببها، فآثر الحياة فى الريف.

قدّم نور الشريف نموذجاً للرجل المحترم، المتابع لحقوق الإنسان فى العالم، والمدرك لحقوقه وواجباته كمواطن، والمستغرب من حيود بعض أهالى العاصمة عما يسير به فى الحياة من قيم، لكنه لم يكن النموذج الوحيد للاحترام داخل العمل.

شخصية المعلم «برغوت» الذى يدير عصابة للسرقة بدت أقرب لنموذج اللص الشريف، وكأنه يمارس فعل السرقة كنوع من الاحتجاج على الواقع، وظهر من خلال تعاملاته مع أفراد عصابته ناصحاً أميناً وشخصية كاريزمية مسيطرة وقادرة على تصويب أى اعوجاج يطرأ على أى منهم، وعندما علم بمشكلة الأستاذ فرجانى بادر بشهامة إلى المشاركة فى البحث عن الطفلة الضائعة.

شخصية «مغاورى»، مدرس الألعاب ورفيق الأستاذ فرجانى فى الرحلة، بدت أيضاً شديدة العفوية والطيبة، كان رجلاً كبيراً، لكنه يعيش بقلب طفل، ويجد نفسه بين الأطفال، ويتعامل مع الدنيا ببساطة، ويجتهد فى شحن الحياة من حوله بالبهجة والأمل.

شخصية ضابط الشرطة المرهق بعشرات البلاغات عن اختفاء أطفال، ويحتكم إلى القانون فى عدم البحث عن أى مفقود إلا بعد مرور 24 ساعة على اختفائه. بدا الضابط طبيعياً حين بادر إلى اتهام الأستاذ فرجانى بالإهمال والتسبب فى ضياع الطفلة، لكن سرعان ما استيقظت مشاعره الإنسانية وتعاطف مع الطفلة ومعلمها، وبادر إلى البحث عنها فى كل اتجاه، وبقى فى ظهر «فرجانى» حتى تم العثور عليها.

شخصيات عديدة كانت جديرة بالاحترام فى اللوحة الإنسانية البديعة التى رسمها الراحل وحيد حامد، وهو ما يجعل المشاهد يحتار بعض الشىء حين يفكر فى الإجابة عن سؤال: هل الأستاذ فرجانى هو الأخير فى سلالة المحترمين.. أم أن له شركاء فى تركيبة الاحترام؟

إذا انتقلنا من عام 1984 الذى أُنتج فيه الفيلم إلى عام 2022 الذى نحيا فى ظلاله، وسألنا سؤالاً آخر: من يا ترى ممن يسعون حولنا من مشاهير أو مغامير يستحق لقب «آخر الرجال المحترمين».. فماذا ستكون الإجابة؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر الرجال المحترمين آخر الرجال المحترمين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab