أسرار «النيل»

أسرار «النيل»

أسرار «النيل»

 العرب اليوم -

أسرار «النيل»

بقلم - محمود خليل

هذه الفكرة تحتاج إلى تذكرة، وتتعلق بعلاقة المصريين بالنيل. فمنذ عصر الفراعنة وعلاقة هذا الشعب -وكذا حكومته- بمياه النيل علاقة أساسية. ولو أنك تأملت ما يحكيه القرآن الكريم عن حياة المصريين فى هذا العصر، فستجد أن الماء كان حاضراً بقوة فى جميع تفاصيل الحكاية.

كان النهر حاضراً بقوة فى حياة نبى الله موسى، حين أوحى الخالق إلى أم موسى أن تُلقى بابنها فى اليم حتى تحميه من مذبحة الأطفال التى قرّر فرعون القيام بها لما أنبأه العرافون بميلاد طفل من بنى إسرائيل، سيزول ملكه على يديه: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِى».

لجوء المستضعفين ممن يعيشون فوق أرض مصر إلى النيل كوسيلة لحماية الحياة يعكسه هذا الملمح السابق من ملامح القصة. والمتأمل لسورة القصص التى ورد فيها هذا الجزء من قصة «موسى» يجد أن لجوء «أم موسى» إلى هذا الفعل سبقته الآية الكريمة التى تقول: «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ».

الماء كان سراً من أسرار غنى وثراء المصريين، فعاشوا تياهين به، ممتنين للنهر الحنون الذى يسقيهم وينبت أرضهم. عرض القرآن الكريم لحالة التزاحم على الماء التى كانت تعانى منها شعوب أخرى خارج مصر، فى سياق حديثه عن هروب «موسى» إلى أرض مدين. يقول الله تعالى: «وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ».

لم تكن قيمة النهر ظاهرة فقط فى حياة المصريين كشعب، بل تطرّق القرآن الكريم أيضاً إلى الحديث عن العلاقة بين النهر والعرش الفرعونى. كان فرعون هو الآخر يتيه بالنهر والماء الذى يجرى تحت عرشه. وعندما دعا موسى فرعون إلى الإيمان بالواحد الأحد حتى يفوز بجنته، ما كان من صاحب العرش إلا أن جمع قومه وقال لهم ما تحكيه الآية التى تقول: «وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ».

وكما كان «الماء» و«النهر» سراً من أسرار حياة الشعب، وملمحاً من ملامح الحكم، فقد كان ماء «البحر» آلة العقاب الإلهى لمن يتكبر ويتعالى ويعاند. فالقصة تختتم بمشهد غرق فرعون ومن تبعه من جنوده فى البحر.

فقد فر «موسى» الذى اعتبره «فرعون» مجرد ساحر وهرع مع قومه إلى البحر. فلما أن وصل إليه ضرب بعصاه الماء فانشق نصفين، فسار موسى ومن تبعه بينهما على اليابسة، فلما أدركه فرعون قفز وجنوده وراءه، فإذا بماء البحر يلتئم من جديد ليغرق ومن معه.

ويتعجّب المرء أمام حالة البلادة التى أصابت فرعون حين قرّر العدو فى الماء وراء موسى، فى وقت كان يؤمن فيه بأن موسى شق الماء بسحره، متناسياً أن «اللى قسم البحر بسحره يعرف يوصله.. بسحره برضو»!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار «النيل» أسرار «النيل»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab