المسلمون الطيبون

المسلمون الطيبون

المسلمون الطيبون

 العرب اليوم -

المسلمون الطيبون

بقلم - محمود خليل

أغلب المسلمين العاديين طيبون، لا يريدون من الدنيا سوى الستر والعيش الآدمى ويتعشمون فى ستر الله لهم والتجاوز عن أخطائهم الإنسانية العادية فى الآخرة.. وهم فى ذلك يشبهون كل البشر على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم.لا يعرف المسلم العادى التطرف أو التشدد، بل دينه حب وتسامح، فهو يحب الدنيا ويريد أن يعيشها، يعانى من ضغوط ومشقات يومية عديدة، لكنه يتسامح معها ويقابلها بإيمان لا يتزعزع بأن الله تعالى قادر على تعديل الأحوال وإصلاح الأمور.

والعشم دائماً فى وجهه الكريم.

المسلم العادى يعبد ربه ببساطة، يكتفى بالإيمان بأن الله واحد.

وأنه سبحانه رب قلوب وليس رب صور وأشكال، وأن الحياة نار المؤمن، وأن عليه أن يتذرع فى مواجهتها بالصبر الجميل، ويقابل أقدارها بالرضا، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين.

أى اتهام للمسلم العادى الطبيعى بالتطرف أو التشدد يظل فى غير محله.. والربط بين تطرف وتشدد البعض من ناحية، والعقيدة الإسلامية من ناحية أخرى، هو ربط غير موضوعى، واتهام منزوع المنطق، لأن التطرف والتشدد حالة إنسانية مرتبكة لا ترتبط بعقيدة أو معتقد أو زمان أو مكان.

المتطرف أو المتشدد ليس نبت تفاعل خاطئ مع نصوص الدين، بل ثمرة ظروف مرتبكة يضعف أمامها بذاته وبسبب ضيق عقله، ثم يجد من يرصد حالته ويستثمر ظروفه للزج به فى أتون الإرهاب.

لقد حدثتك قبل يومين عن فتح باب التطوع للمشاركة فى الحرب الروسية الأوكرانية، فى مشهد يشابه إلى حد كبير ما عاصرناه أثناء حرب تحرير أفغانستان من الغزو السوفيتى (1979-1988).

من بين من سجلوا أسماءهم للتطوع للقتال فى أوكرانيا عرب، بعضهم يصطف مع الأوكران وآخرون مع الروس.. ولعلك تعلم أن هناك آلاف الأجانب الأوروبيين قرروا أيضاً التطوع للمقاومة مع الأوكران.

فى أوكرانيا يتشكل الآن مصنع لإنتاج الإرهاب والإرهابيين، لا يرتبط بعقيدة أو مكان أو زمان، يتشابه إلى حد كبير مع مصنع سابق نشأ فى أفغانستان.

ليس من المنطق أن يشتكى الرعاة من ظاهرة دعموها بكل أشكال الدعم، ويلقون بجرائمها على المسلمين العاديين أو الطبيعيين، بمجرد أن تخرج من تحت سيطرتهم.

لنا أن نسأل اليوم: من الذى يهدد باستخدام الأسلحة البيولوجية والكيماوية؟ من الذى يهدد بحرق العالم بالأسلحة النووية؟ من الذى يصر أن تكون كلمته هى العليا ولو كان على حساب حياة الآمنين من البشر؟

من الذى يتشدد ويتطرف فى أفكاره ويريد أن يكون واحداً أحداً على خريطة الدنيا؟

أكثر من يتوجب عليهم فهم ومتابعة ما يحدث اليوم هو بعض المسلمين الذين يرون أن الإسلام هو هؤلاء الأفراد الذين يربطون فوق رؤوسهم عصابات الموت، ويرتدون السواد، ويتقنعون بالأقنعة.

ما نسبة هؤلاء الأفراد الذين يعدون بالمئات أو الآلاف إلى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم عاديين يريدون العيش كما يريد غيرهم؟

لا بأس من أن يهتم البعض بتسليط الضوء على المتشددين أو المتطرفين لتبغيض الناس فيهم، بشرط عدم إهمال ملايين المسلمين العاديين الذين يعاركون الحياة كبشر بإيمان محب متسامح.. بل الأجدى هو إبراز صورة المسلم الطيب العادى، لأنها الصورة الأكثر شيوعاً، والقادرة على محاربة التطرف والتشدد.. أنت لا تستطيع أن تزيل الكراهية بالكراهية.. الكراهية لا تزاح إلا بالحب.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسلمون الطيبون المسلمون الطيبون



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab