«الحق لك فيه قالب»

«الحق لك فيه قالب»

«الحق لك فيه قالب»

 العرب اليوم -

«الحق لك فيه قالب»

بقلم: د. محمود خليل

ساعات الخطر قد تُخرج أفضل ما لدى الإنسان، وقد تُفرز -فى المقابل- أسوأ ما عنده. والمشكلة أن الاحتمال الثانى هو الأرجح، وقد يحدث حين يواجه الإنسان تهديداً، وتسيطر عليه روح يمكن وصفها بـ«روح التخريب».

وما أكثر أن تجد البعض -فى حالات الرخاوة- ميالين إلى استغلالها، لينهبوا ما ليس لهم بحق. والمسألة هنا لا تتعلق بالأقربين من الأزواج والأبناء، بل بالمحيطين.فى مثل هذه الحالات لا يفكر الإنسان إلا فى نفسه، وما يمكن أن ينهبه من مغانم، رغم أنها لن تنفعه بشىء فى الواقع الموشك على السقوط.

ويمثل الالتفات إلى المصالح الذاتية الضيقة شكلاً من أشكال التمركز حول الذات، وهو مرض يعكس حالة تحوُّل من الانصراف عن العالم المحيط إلى نوع من العداء للعالم المحيط للفرد.

ثمة مثل مصرى عجيب يقول: «لو بيت أبوك خرب.. الحق لك فيه قالب». وهو مثل يعبِّر عن قمة الالتفات إلى المصلحة الذاتية وترجيحها على مصلحة المجموع، خلال ساعات الخطر، ولا يحول هذا المثل من مجرد كلام نظرى إلى ممارسة عملية إلا الغارقون فى التفكير فى مصالحهم الذاتية.تصور -على سبيل المثال- رب أسرة مهددة بالتفكك أو الانهيار، لا يفكر إلا فى متعه الخاصة، ورغباته الفردية، منصرفاً عن التفكير فى النتائج الخطيرة لأدائه على زوجته وأولاده، ثم تخيل ما يمكن أن يؤول إليه أمر هذه الأسرة، بسبب تمركز الأب حول ذاته، وعدم تفكيره فى المخاطر التى تحيط به وبأسرته.

تصور أيضاً وضع شركة توشك على الانهيار لا يفكر مديرها إلا فى مصالحه الذاتية، فيحاول أن يكبش منها قدر ما يستطيع، ويترك المجموع الذى يعمل وينتج يلعق الثرى، كيف يمكن أن ينتهى إليه مآلها؟لو أننا رجعنا من جديد إلى أحداث الحملة الفرنسية وردود فعل الناس من البسطاء والكبراء على دخول الفرنسيين إلى القاهرة، نجد «الجبرتى» يصف حال الناس حينذاك قائلاً: «وانقطعت الطرق وتعدى الناس بعضهم على بعض لعدم التفات الحكام وانشغالهم بما دهمهم.. وأما بلاد الأرياف فإنها قامت على ساق، يقتل بعضهم بعضاً، وينهب بعضهم بعضاً، وصار قطر مصر من أوله إلى آخره فى قتل ونهب، وإخافة طريق، وقيام شر، وإغارة على الأموال، وإفساد المزارع، وغير ذلك من أنواع الفساد الذى لا يحصى».

ويشير الجبرتى إلى أن الشائعات التى سادت مدينة القاهرة كان لها أسوأ الأثر على الناس، ودفعت ببعضهم إلى مثل هذه السلوكيات التدميرية، والتى لم يفز فيها أحد، لأن الجميع دفع الثمن بعدها، عقب دخول الفرنسيين إلى القاهرة.

لم يكن أغلب المصريين على هذا النحو من السلوك، إنما اندفع إليه أغلب الذين فى قلوبهم مرض، ممن يجدون فى ساعات الخطر متنفساً لإبراز شرورهم، أو غضبهم الكامن على الواقع الذى يعيشون فيه، خصوصاً حين تغيب عنه العدالة. يتجه الفرد فى هذه الحالة إلى عدم ترك حجر على حجر، حتى ولو كان الحجر الذى يخلعه يقيم «بيت أبوه».

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحق لك فيه قالب» «الحق لك فيه قالب»



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab