سياسة «المعايش»

سياسة «المعايش»

سياسة «المعايش»

 العرب اليوم -

سياسة «المعايش»

بقلم: د. محمود خليل

السياسة فى نظر جيل الألفية اقتصاد ومعايش، وآخر ما يلفت نظر الشباب هو الشعارات.. الشعار الطنان الرنان كان أكثر جاذبية لدى الأجيال القديمة، التى وُلدت فى الستينات أو السبعينات وحتى الثمانينات.

كان سهلاً جداً على أى قيادة أو زعامة سياسية أن تدعو الناس إلى التحمل فيتحملون، وإلى الصبر فيصبرون، وإلى الإيمان بقناعات السلطة فيؤمنون، كان من السهل أن تغازل وطنيتهم فيتوطنون.

إنها الأجيال التى عاشت عصر التغنّى بالأيديولوجيا، أما جيل الألفية فيختلف، فمهما طنطنت له بالكلمات لن تقنعه، ومهما أبدعت من شعارات فلن تؤثر فيه، إنه ليس بحاجة إلى خيالات افتراضية وهو يعيش قضايا الواقع، لأنه شبع افتراضية عبر عالم الإنترنت القابع فيه.

تفكير أفراد جيل الألفية أكثر عملية من الأجيال التى سبقته، إنه ينظر دائماً فى الأشياء التى يمسكها بيده: الموبايل الذى يحمله، السيارة أو وسيلة الانتقال التى يتنقّل بها، البراندات التى يرتديها، الشقة التى سيسكن فيها، حجم الطلب على الشهادة التى حصل عليها فى سوق العمل، المرتب الذى سوف يحصل عليه، مستقبل الوظيفة التى يعمل بها وقدرته على الصعود فوق درجات سلمها.

على خلاف الانتماء الطبقى لأبناء جيل الألفية، وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، تجد أن تلك هى القواسم المشتركة فى ما بينهم عندما يتفاعلون مع «الموضوع المعيشى».

السياسة عند أغلب أفراد جيل الألفية لا تعنى أكثر من تحسين ظروف الحياة، فتلك قضيتهم السياسية الأولى، بعيداً عن أوهام الشعارات، أو الدفاع عن الأفكار والمعتقدات والتصورات والرؤى السياسية، إنهم يدافعون عما يمس حياتهم الشخصية بشكل مباشر.

وتفكيرهم يتمركز حول أنفسهم، وتحقيق أكبر قدر من المكتسبات بصورة براجماتية بحتة، فليس يهم جيل الألفية العمل فى الوظيفة التى يحبها، قدر الالتحاق بوظيفة تحقق له دخلاً معقولاً، وليس يهمه أن يحتفظ بصديق، قدر ما يهمه وجود الأصدقاء فى حياته، مهما تبدّلوا أو تغيروا، إنه يبحث عن الفكرة أكثر مما يبحث عن الشخص.

يصعب أن تجد بين أفراد الجيل «زد» سياسيين بالمعنى التقليدى القديم لـ«السياسى»، يسهل فقط أن تجد بينهم «ناشطين»، بمعنى أفراد يعتنون بقضايا معينة يجدون أنها الأولى والأهم بالدفاع عنها، وهى فى أغلبها قضايا تتصل بالمعيشة وشروط الحياة، مثل توفير فرص العمل، والبعد عن أى نوع من التمييز فى التعامل مع البشر، والدفاع عن حقوقهم، والتأكيد على مبدأ المساواة بينهم، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا البيئة وما يشكله التلوث من مهدّدات للحياة.

هذه الاهتمامات قد تجدها أشد تنوعاً أو محدودية عند المقارنة بين أفراد جيل الألفية داخل مجتمعات مختلفة، لكنك ستجدها -أياً كانت درجة تنوعها- تقبع تحت مظلة «العيشة والمعايش»، ولا تكترث من قريب أو من بعيد -إلا نادراً- بالأفكار والأيديولوجيات والبرامج والشعارات.

هذا الكلام من وجهة نظر غالبية أفراد جيل الألفية «مايوكلش عيش».

الأهم بالنسبة له العيش وأدواته، والقدرة على تحسين هذه الأدوات، بدءاً من الملبس وانتهاءً بما هو أعلى.والمشكلة أن هذا الجيل وقع فى مطب مزعج وهو يستقبل حياته العملية، أواخر العقد الثانى، وبدايات العقد الثالث من الألفية الجديدة، جعله يركز أكثر فى السياسة من منظوره «المعيشى الخاص».

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة «المعايش» سياسة «المعايش»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab