شبكة الطماع

شبكة الطماع

شبكة الطماع

 العرب اليوم -

شبكة الطماع

بقلم: د. محمود خليل

اعتمد اكتشاف المتهمين بقضايا فى الماضى البعيد على حيلة وذكاء من كان يطلق عليه حينذاك «أغا الشرطة»، كما يذهب «إدوارد لين» فى كتابه: «عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم»، من ذلك ما حدث فى واقعة الرجل والمرأة صاحبة القرط الذهبى.بدأت الواقعة بامرأة ذهبت إلى صاحب دكان وترجّته فى اقتراض 500 قرش نظير «قرط ذهبى» تركته عنده كرهن حتى ترد المبلغ، استجاب إليها الرجل، وأعطاها المبلغ المطلوب، وما إن ذهبت حتى بدأ الرجل يفحص القرط الذهب، فتبين له أنه من «نحاس» وليس ذهباً.

هرول الرجل إلى «أغا الشرطة» وعرض عليه الواقعة، فطلب منه أن يعود إلى دكانه ليلاً وينقل كل محتوياته إلى بيته، ويذهب وينام، وفى الصباح يذهب إليه ويفتحه، ويزعم أن كل ما فى الدكان قد سطا عليه اللصوص، ويصرخ ويلطم وجهه ويحثو التراب على رأسه، ويقول: «ليت الأمر كان على ممتلكاتى.. لكنها ممتلكات الناس».فعل الرجل ما أمره به «أغا الشرطة»، وأتقن تمثيل دوره، وهام على وجهه فى الحوارى والعطفات يصرخ على ممتلكاته التى سُرقت والتى تهون أمام ممتلكات الناس، حتى سمعته السيدة «النصابة».

فكرت السيدة فى الأمر واشتمت فى ما يحدث رائحة صيدة أو نصباية جديدة، فشمعت فتلتها، وتركت منزلها قاصدة الرجل، تعمّدت أن تركب حماراً، حتى تبدو سيدة مجتمع، لأن سيدات المجتمع فى ذلك الوقت كن يركبن الحمير، وصلت إلى الرجل وهو يجلس أمام دكانه، فقالت له: «يا رجل أعطنى ملكيتى التى فى عهدتك» فأجابها: لقد ضاعت، فصرخت فيه: «قطع لسانك.. هل أضعت ملكيتى.. والله لأذهبن إلى الأغا وأخبره بالقضية»، فرد عليها: اذهبى.

ذهبت «النصابة» إلى الأغا وعرضت عليه الأمر، فأرسل الأغا يطلب الرجل، فلما حضر سألها: ماذا لك عنده؟ فأجابت قرط من الذهب. فأجابها الأغا: يا امرأة عندى قرط من الذهب هل أريه لك؟.. فردّت: اعرضه علىّ فقد يكون قرطى، ففعل الأغا، وعرض عليها القرط النحاس الذى نصبت به على الرجل.

نظرت المرأة إلى القرط وأطرقت رأسها وأدركت أنها وقعت فى «الخية» التى نصبها لها الأغا. أطرقت رأسها إلى الأرض، فقال لها الأغا: «ارفعى رأسك وأخبرينى أين الخمسمائة قرش الخاصة بالرجل؟.. فأجابته: فى البيت.. فأرسل معها الجلاد فأحضرتها من بيتها، وعادت.. سلم الأغا المبلغ للرجل، ثم ساق «النصابة إلى ساحة العقاب».إنها الحيلة التى تمثل سلاحاً ماضياً مع المحتالين.. فقد أدرك الأغا أن المرأة ليست سهلة، وأن من اعتادت النصب لديها من الحيل ما تمكنها من الخروج من التهمة من أقصر الطرق، لذلك فقد استخدم هو الآخر الحيلة للإيقاع بها، ودعا الرجل المنصوب عليه إلى الاحتيال على المرأة، كما احتالت عليه حتى يوقعها فى شر أعمالها.توقع الأغا كان فى محله، وكانت حيلته ناجحة فى تحقيق الهدف، وقد قال المصريون: «الطمع يقل ما جمع». وقد تم الإيقاع بالنصابة عبر «شبكة الطمع».

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبكة الطماع شبكة الطماع



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab