رجل قهره «الترهل»

رجل قهره «الترهل»

رجل قهره «الترهل»

 العرب اليوم -

رجل قهره «الترهل»

بقلم - محمود خليل

أسباب كثيرة فى الحياة تؤدى إلى التعثر ثم السقوط، مهما كانت قوة الشخص أو مساحة قدراته.من الأسباب الأساسية للسقوط «الترهل»، وهو حالة تحدث على مستوى الأفراد، كما تحدث على مستوى المؤسسات، ولكن دعنا ننحّ المؤسسات جانباً ونركز على الأفراد.

الفرد العادى يمكن أن تترهل أسباب حياته بحيث يفقد السيطرة عليها.. وفقد السيطرة كما تعلم سبب مباشر للترنح والسقوط. على سبيل المثال شخص عاش عمره موظفاً يعتمد على دخل ثابت محدود يكفى احتياجاته واحتياجات أسرته بالكاد، فجأة تم اختياره للعمل فى شركة كبرى، أعطته عدة أضعاف مرتبه الذى كان يحصل عليه من الحكومة، فتفجرت طموحاته وطموحات أولاده وأسرته، فانطلقوا يخططون لتملك شقة جديدة، معتمدين فى تسديد أقساطها على الدخل الكبير، بعدها يطمح أولاده وزوجته إلى شراء شاليه وسيارة جديدة، وكله بالقسط، ومع تمدد شهوة الامتلاك تتوالى محطات الترنح، حتى يصل إلى مرحلة، يجد نفسه فيها وقد ترهل بما يملك لكنه يفقد السيطرة عليه، والنتيجة العجز الذى يخسر معه كل شىء.

الطموح ليس عيباً، لكن لا بد أن يرتبط بمعادلة «حساب القدرات».

فالعاقل من تتساوى قدراته مع طموحاته، وأغلب المترهلين ضعاف فى الحساب، حتى ولو بدوا فى مرحلة من مراحل حياتهم عكس ذلك. ولم يعرف التاريخ المصرى الحديث شخصية فى حجم طموح أو قدرات الوالى محمد على مؤسس مصر الحديثة.

امتاز محمد على بسقف طموح كبير، امتلك فى مقابله مجموعة متميزة من القدرات.

كان لديه رؤية لبناء دولة حديثة ذات مقومات اقتصادية وسياسية لامعة، وقد أفلح فى ذلك، بعد أن تخلص من كل منافسيه السياسيين، من مماليك، وزعماء شعبيين، وولاة آخرين كانت تدفع بهم الدولة العثمانية ليحلوا محله فى الحكم.

وبسرعة كبيرة بدأ يفكر فى تمديد النفوذ المصرى إلى نجد والحجاز، من جهة الشرق، وتوغل فى الجنوب نحو أفريقيا وسيطر على مساحات عديدة من الأرض، ومشكلته أن لم يكتف بذلك، فامتد ببصره إلى الشمال، وأخذ يزحف حتى بلغ تخوم تركيا، وبات يمثل من وجهة نظر الغرب تهديداً خطيراً على أوروبا، فتحالفت ضده مجموعة من الدول، وأجبرته على التوقيع على معاهدة لندن 1840، والتى حصرت نفوذه فى مصر والسودان.إ

نه «الترهل» من جديد، الترهل الناتج عن خطوات غير محسوبة النتائج والتى تفضى بالضرورة إلى فقد السيطرة والترنح، وهو ما حدث للوالى الكبير بالضبط، حين تواجه باتفاقية لندن 1840، بعدها اعتزل الناس ومكث فى إحدى الغرف بالقلعة، وأصيب بداء الهذيان، وأصبح يشعر أن الجميع يتآمر عليه، بمن فيهم ولده «إبراهيم باشا»، وخطط الأخير لكى يحل محله ونجح فى ذلك، بعد أن أقنع الباب العالى بأن الوالى الكبير قد أصيب بالخرف، وانتهى أمر محمد على وحيداً فى غرفته حتى وافاه الأجل عام 1849.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل قهره «الترهل» رجل قهره «الترهل»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab