بقلم - خالد منتصر
نجاح مسلسل صوت وصورة والذي يعرض الان على شاشة دي ام سي، ليس من فراغ، والتفاف الجمهور حوله حتى في ظل الأحداث الصعبة اللاهثة المتلاحقة الآن، هو خير دليل على ان العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت، سبب النجاح الأول يعود لأهم مظاليم العمل الفني في مصر، السيناريست، كاتب هذا العمل محمد سليمان عبد المالك أجاد في رسم خطوط العمل والشخصيات بايقاع لاهث.
ولأول مرة نجد كتابة تهتم بتعرية كل خطايا وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، والمخرج محمود عبد التواب الذي أدار دفة العمل بكل مهارة، ولكني كنت أتمنى ألا يكون العمل ٣٠ حلقة، لأن هذا العدد من الحلقات فرض على الكاتب والمخرج اطالة بعض المشاهد بصورة مبالغ فيها حتى يتم استهلاك الوقت، ويظل الايقاع بنفس الاثارة واللهاث، جريمة قتل لا تعرف هل نفذتها رضوى أم لا؟، يظل السؤال معلقاً.
محام يحاول من خلال ألاعيب وثغرات قانونية انقاذ موكلته، أسرة وجيران ومجتمع حولتهم السوشيال ميديا لعرائس ماريونيت، عبيد تريند ولايكات، صراع مابين ديناصورات وغلابة من خلال الانترنت، ينسحق فيه الغلبان نتيجة رأي عام مدين يسحقه ويهرسه ببلدوزر المشاهدات.
التمثيل في هذا المسلسل في منتهى التميز، حنان مطاوع في مسلسل "صوت وصورة" قمة الابداع في الاداء، بوصلة الاحساس المضبوطة بالمللي، فهم الشخصية من العمق لا السطح، عدم المبالغة والتشنج، سلاسة السهل الممتنع، عينان تنزفان شجناً، تعرف جيداً أن العين نافذة روح الممثل فاستخدمت هذا المغناطيس الروحي في الوصول الى ذروة الاندماج.
وليد فواز مفاجأة في دور الأب المغلوب على أمره السلبي المطحون في سبيل لقمة العيش الذي زغللت عينيه مكاسب التيك توك، أما صدقي صخر فأنا شخصياً أول مرة أشاهده في الدراما، أجاد في دور لطفي عبود وكان أهم اضافة للعمل، الكل أجاد في دانتيلا درامية منسوجة بمهارة وحب، الأعمال التي في مستوى صوت وصورة والتي تناقش مشاكل معاصرة لا تنتمي لحقب أصابها الصدأ من كثرة التناول، هي أعمال في منتهى الأهمية الآن في عصر سيادة وسلطة الصورة وخفوت وغياب القراءة والكتاب، مسلسل صوت وصورة تجربة فنية متميزة تستحق الاشادة والمشاهدة،ولكن يدي على قلبي خوفاً على الايقاع في العشرين حلقة القادمة.