بقلم - خالد منتصر
المصطلحات الدينية في حرب غزة صارت هي المسيطرة، وهذه كارثة أن نتحدث عن القضية بقاموس الحلال والحرام وليس بقاموس السياسة وحقوق الانسان والاضطهاد والتهجير القسري، تحويل قضية الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع إسلامي يهودي في منتهى الخطورة وسيدفن القضية الى الأبد، نتنياهو يخرج ويتحدث عن العماليق في التوراة الذين يجب إبادتهم !!! ويتم الرد عليه بأنهم سيختبئون خلف شجر الغرقد وسيشير إليهم الحجر ويفتن عليهم ويرشد عن مكانهم لنقتلهم !!!! يتحدثون عن أرض ميعاد، فيكون الرد أحفاد قردة وخنازير، وتتصاعد ألسنة اللهب الدينية والتلاسن العقائدي، يا سادة، القضية سياسية بحتة، آخر كيان عنصري يحكم على الكوكب بعد نهاية كيان جنوب أفريقيا العنصري وحل مشكلته، يحتل أرضاً، ويهجر شعباً قسرياً، ويستهدف مدنيين، ليست قضية دينية أو أرض ميعاد أو هيكل سليمان، وغزة فيها المسلم والمسيحي، ولا يمكن أن تختزل في تنظيم يرفع شعاراً دينياً ويعترف بأنه فرع للإخوان، قضية فلسطين أكبر من جماعة دينية، قضية فلسطين لها عناصر كثيرة ومعايير مختلفة عن القياسات الدينية المنحازة الضيقة، وحصرها في الزاوية الدينية والصراع الإسلامي اليهودي سيحكم عليها بالموت للأسف، فلنعد إلى الفهم الصحيح للقضية، إنها قضية وطن لا خلافة .