بقلم - خالد منتصر
وكأننا ضغطنا على زر فانتهى الكلام عن الكورونا! نعم الإعلام توقف عن الكلام، لكن المعامل ما زالت مهتمة بالمعركة ولم تلق السلاح، ما زال الجدل محتدماً حول جدوى علاج الكورونا بدواء شركة فايزر الجديد وفاعليته بعد اللقاح وهل النسب المعلنة للشفاء صحيحة، وهل يُنصح باستخدامه على نطاق واسع حتى مع الحالات المتوسطة؟ ارتفع استخدام Paxlovid من شركة Pfizer المصرح به لعلاج الأشخاص المصابين حديثاً والمعرّضين للخطر، مع ارتفاع معدلات العدوى، تم توزيع أكثر من 162000 كورس علاجى الأسبوع الماضى، مقارنة بمتوسط 33000 أسبوعياً منذ إطلاق العقار فى أواخر العام الماضى، ما زال المسئولون فى إدارة بايدن يضغطون من أجل الاستخدام الواسع لـPaxlovid الذى اشترته الحكومة وتوفره مجاناً، لكن هذا الاستخدام الواسع جاء متزامناً مع المزيد من التقارير من الأشخاص الذين قالوا إن أعراضهم قد خفت مع باكسلوفيد فقط لتعود بعد أيام قليلة من الانتهاء من نظام الحبوب لمدة خمسة أيام! مما أثار الشك فى جدوى استخدامه على نطاق واسع. فى يوم الثلاثاء الماضى أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، مستشهدة بتقارير الحالات والمخاوف من أن المرضى قد ينشرون الفيروس مرة أخرى، تحذيراتها بأن مستخدمى باكسلوفيد يجب أن يُعزلوا لمدة خمسة أيام ثانية إذا عادت الأعراض!
إذن برز السؤال: ما جدوى أن أتناول دواء علاج لكى يتم عزلى بعده؟! قال الدكتور بروس فاربر، رئيس قسم الصحة العامة وعلم الأوبئة فى نورثويل هيلث: «إننى أتجنب إعطاءه للأشخاص الذين يعانون من مخاطر منخفضة، وليسوا مرضى بشكل خطير، وخاصة الأشخاص الذين تم تطعيمهم وتعزيزهم». وأوضح أنه لا يزال يوصى بدواء باكسلوفيد للأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة أو تزيد أعمارهم على 75 عاماً، وردّت شركة Pfizer فى رسالة بريد إلكترونى بأنها تراقب البيانات، لكنها تعتقد أن عودة الفيروس القابل للاكتشاف أمر غير شائع ولا يرتبط بشكل فريد بدوائها، وقال المتحدث: «لم نشهد ظهور أى مقاومة حتى الآن فى المرضى الذين عولجوا بباكسلوفيد»، وينص تصريح الطوارئ الخاص بـPaxlovid على أنه يجب استخدامه فقط للأشخاص المصابين حديثاً الذين يعانون من عوامل الخطر، لكن الأطباء قالوا إن كثيرين آخرين من الحالات الخفيفة سعوا للحصول عليه، قالت د. تارا فيجايان، أخصائية الأمراض المعدية فى UCLA Health فى لوس أنجلوس: «نتلقى الكثير من الطلبات، ولكننا لا نمنحها بمجرد طلب حالة مسافرة»، قال مركز السيطرة على الأمراض أيضاً إنه من غير الواضح ما إذا كانت حالات أعراض الارتداد لها علاقة بـPaxlovid، أم أنها ببساطة جزء من المسار الطبيعى لـCOVID-19. ولم تشر الوكالة إلى أى مخاوف محددة بشأن الآثار الجانبية، قال الدكتور إيرل ستروم، المدير الطبى لصحة الموظفين فى Keck Medicine of USC فى لوس أنجلوس: «المرضى الذين ترتد عليهم العدوى عادة ما تكون خفيفة للغاية».
يتساءل البعض عن مدى مساعدة باكسلوفيد نظراً للعدد الكبير من الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو أصيبوا سابقاً بفيروس COVID-19. تمت الموافقة على الدواء فى ديسمبر بعد أن أظهرت دراسة أجريت على مرضى COVID غير المحصنين والمعرضين لمخاطر عالية والذين يعانون من حالات مثل مرض السكرى انخفاضاً بنسبة 88٪ فى العلاج فى المستشفى أو الوفاة، لا بد من ملاحظة أنه فى ذلك الوقت كان متغير دلتا سائداً، وليس Omicron الأكثر قابلية للانتقال، وقدر معدل ارتداد COVID المرتبط بـ Paxlovid بحوالى 10 ٪ أعلى من معدل 3-4٪ الذى ذكرته شركة Pfizer فى تجاربها على الدواء.
قال جيسون جالاجر، خبير الأمراض المعدية فى كلية الصيدلة بجامعة تمبل، إن الارتدادات لا تنتقص من فائدة الدواء. وقال «إنه يمنعك من الذهاب إلى المستشفى ومن الممكن أن تظهر عليك أعراض بعد التوقف عن تناوله، لكن الدواء بشكل عام كان ناجحاً».