بقلم : خالد منتصر
خبرٌ جميلٌ أسعدنى عن مسابقة لاختيار أجمل الأصوات فى التلاوة وبالطبع أكثرها انضباطاً فى القواعد، جمال التلاوة المصرية الشجية المليئة بالشجن والجمال والسحر هو مشوار مجهد يستحق العناء، فطريقة التلاوة المصرية متفردة ومتميزة تحمل كل بصمات الفن المصرى، كنت منزعجاً جداً من تسلل طريقة تلاوة رتيبة وتبعث على الكآبة إلى بعض الشاشات وسيطرتها على «السوبر ماركات» وبعض المؤسسات والأندية، وهجر التلاوة المصرية تماماً، وبدأ يسقط من الذاكرة الحصرى ومصطفى إسماعيل والمنشاوى وعبدالباسط والطبلاوى.. إلخ، وتصعد أسماء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، لكن ما هو الخبر الجميل؟
الخبر يقول إن وزير الأوقاف، أسامة السيد الأزهرى، استقبل وفداً من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برئاسة الأستاذ أحمد فايق، رئيس قطاع البرامج بالشركة المتحدة وتم الاتفاق خلال اللقاء على إطلاق أكبر مسابقة لتلاوة القرآن الكريم فى كافة محافظات مصر، كما تم خلال اللقاء الاتفاق على إطلاق برنامج تليفزيونى ضخم يُعرض على قنوات الشركة المتحدة برعاية وزارة الأوقاف، وسيتم وضع المعايير العلمية لاختيار المواهب من قبل لجان متخصصة من كبار العلماء الأساتذة وكبار القراء.
وأنتظر بإذن الله برنامجاً ينشر الثقافة العلمية وأيضاً برنامجاً لتذوّق الفنون الرفيعة فى الخريطة القادمة، التلاوة فن وليست حفظاً، اسمعوا محمود السعدنى وهو يصف الشيخ محمد رفعت ويقول: «صوت يقف فريداً غريباً باهراً، وسر غرابته أنه استمد طبيعته من جذور الأرض، إنه صوت المرحوم الشيخ محمد رفعت، صوت الشعب، فمن أصوات الشحاذين والمداحين والندابين والباعة الجائلين، استمد المرحوم الشيخ محمد رفعت صوته، فخرج مشحوناً بالأمل والألم، مرتعشاً بالخوف والقلق، عنيفاً.. عنف المعارك التى خاضها الشعب، عريضاً عرض الحياة التى يتمناها، ولذلك كُتب لهذا الصوت البقاء، وسيظل إحدى علامات الطريق فى تاريخنا الفنى الطويل».
أما الشيخ مصطفى إسماعيل فصوته «هو أجمل صوت بين المقرئين، بل هو أجمل صوت بين المطربين أيضاً، إن صوته أجمل من صوت عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد قنديل وعبدالحليم، ولولا أن صوته «يضيع» فى طبقة القرار لكان أجمل وأحلى وأقوى صوت فى الوجود، فليس لصوته نظير فى الطبقات العليا، وهو صاحب طريقة فذة فرضت نفسها على العصر كله، وهو إمام المقرئين باعتراف جميع المقرئين، وشهرته تدوى كالطبل فى جميع أنحاء العالم العربى من المحيط إلى الخليج».
وعن عبدالباسط عبدالصمد، كتب «السعدنى»: «له صوت جميل ونفسية طيبة أيضاً، وإذا كان صوتك من معدن الشيخ عبدالباسط، فإنك تستطيع أن تدخل التاريخ كصاحب صوت وطريقة من أجمل ما عرفته دولة التلاوة فى تاريخها الطويل»، وكان يرى أن الشيخ الطبلاوى هو العبقرى الوحيد الموجود على الساحة وقتها، الذى وهبه الله أحبالاً صوتية ليس لها نظير، وصنّفها العبقرى محمد عبدالوهاب بأنها معجزة، لأنها تؤدى إلى النغمة المعجزة، فقارئ القرآن المصرى ظل وسيظل متفرداً ولا يقلد».
إنها دولة التلاوة الساحرة الخلابة الجميلة التى ستأخذ مكانتها على القمة.