بقلم - خالد منتصر
وصلتنى تلك الرسالة من د. ناجى إسكندر، أستاذ الفسيولوجى الذى يعيش فى كندا، ويقدم لنا آخر أخبار الكوفيد ودلالات تلك الأخبار والأرقام فى قراءة متعمقة، وتطميناته وتفاؤله ليس رجماً بالغيب وإنما مبنى على أرقام وحقائق ومتابعات علمية، يقول د ناجى:
سجلت الولايات المتحدة 1٫080٫211 حالة إصابة بالكوفيد يوم الاثنين 3 يناير 2022، وهى أعلى حصيلة يومية تم تسجيلها فى دولة واحدة فى العالم منذ بدأ الوباء، وذلك بحسب ما أعلنته جامعة جونز هوبكنز. ويمثل متحور أوميكرون أكثر من 95% من الحالات. ومع ذلك يقدر علماء الفيروسات أن ذروة انتشار هذا المتحور فى الولايات الأمريكية وكثير من البلدان لم تأت بعد.
وبعد دراسة متأنية للأرقام المتعلقة بالمتوسط اليومى على مدى الأسبوع الماضى للإصابات والوفيات المسجلة بسبب المتحور أوميكرون فى الولايات المتحدة وكندا وهما من أفضل الدول إحصائياً. وكما نؤكد أن الأرقام لا تكذب.
تمت ملاحظة الآتى:
١) انخفاض فى نسبة الوفيات عما كان فى السابق وهو 1 - 3 فى المائة من المصابين المسجلين إلى 1 - 3 فى الألف وهو الوضع الحالى.
٢) تمت زيادة متوسط الإصابات اليومية المسجلة فى الدولتين إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه فى السابق وقبل متحور أوميكرون.
الاستنتاج:
١) ضعف شدة الإصابة بهذا المتحور مقارنة بالمتحور دلتا وهذا ما يؤكده انخفاض احتمال الوفاة إلى أقل من العشر (10%) مقارنة بالمتحور الدلتا.
٢) السهولة الشديدة لانتشار هذا المتحور مقارنة بالمتحورات الأخرى، وهذا ما يؤكده ارتفاع معدل الإصابات لعشرة أضعاف، وهذا برغم التلقيح بجرعتين لأكثر من 60% من المواطنين الأمريكيين ولأكثر من 80% من المواطنين الكنديين.
ونضيف أنه ومع إقرار الأنظمة الصحية فى الدولتين فإن تسجيل الإصابات ربما يمثل سدس العدد الحقيقى للمصابين وذلك بسبب عدم رغبة أو عدم تمكن العديد من المصابين من عمل المسحة الأنفية PCR للتأكد من الإصابة: وعليه وبعد تعديل أرقام الإصابات فإنه يمكن استنتاج أن سرعة انتشار متحور الأوميكرون قد تصل إلى أكثر من 60 ضعف المتحورات الأخرى، ونسبة الإصابات الشديدة وعليه الوفيات ربما تنخفض إلى مستوى 1 إلى 2 لكل ستة آلاف من المصابين.
ولكن ينبغى عدم إغفال أنه وكنتيجة للزيادة الرهيبة فى عدد المصابين فذلك بالقطع سوف يتسبب فى زيادة أعداد -وليس نسبة- الإصابات الشديدة والتى تحتاج إلى دخول المستشفيات بما سيتسبب فى الضغط على الأنظمة الصحية فى العالم.
وعليه ولتقليل هذا الضغط فإنه ينبغى على الجميع الالتزام بتلقى التلقيح الكامل للفئات المستحقة والالتزام بارتداء الكمامات فى الأماكن المغلقة والتباعد الاجتماعى والابتعاد عن المناطق المزدحمة والالتزام بالإجراءات الصحية الأخرى.