الطريق الثورى والاستقرار الزائف

الطريق الثورى والاستقرار الزائف

الطريق الثورى والاستقرار الزائف

 العرب اليوم -

الطريق الثورى والاستقرار الزائف

بقلم -خالد منتصر

أغلبنا يعيش ويموت، وهو يظن أنه قد حقق الاستقرار، وعندما ينظر فى المرآة ويلاحظ زغب ذقنه الأبيض، ثم ينظر خلفه إلى صندوق ذكريات ماضيه، يجد أنه قد ضيع عمره بحثاً عن سراب اسمه الاستقرار الزائف، وضحى بكل المغامرات التى كانت تحتاج فقط إلى مجرد قرار وبعض الجسارة من أجل هذا الاستقرار، شاهدت أمس فيلم «الطريق الثورى» من إنتاج ٢٠٠٨، بطولة ليوناردو دى كابريو وكيت وينسليت، وهما بطلا أيقونة الرومانسية الحديثة تيتانيك، هبطا على أرض الواقع وصارا روميو وجولييت القرن الحادى والعشرين بكل ما فيه من اضطراب، الفيلم يناقش تلك القضية الوجودية، هل الحياة حياتى أم حياتكم أنتم؟ هل أعيشها على مزاجى أم مزاجكم أنتم؟ هل أى إنسان لا بد أن يتحول إلى حذاء مريح للجميع وينسى قالبه الشخصى؟ البطل يعمل فى شركة أدوات مكتبية وهى نفس الشركة التى كان يعمل فيها والده، كان دائماً يعيش حلماً وحيداً، وهو ألا يصبح مثل والده، تمنى ألا يعمل نفس العمل الممل فى نفس الشركة المملة، لكن الفرصة قادته إلى نفس الشركة، الزوجة ممثلة مسرحية فاشلة وقدراتها محدودة، تريد التغيير لمجرد التغيير، حياتهما ظاهرياً مستقرة وجميلة مع الطفلين، الجيران يحسدونهما على هذا الاستقرار فى البيت الجميل فى شارع الطريق الثورى، وهى تقلّب فى صور زوجها القديمة لاحظت غرامه بباريس، فتلمع فى ذهنها الفكرة، نحن لدينا الأموال الكافية، فلنهاجر إلى باريس ونغير روتين حياتنا، يوافق الزوج، الجميع يسخر من تلك الفكرة، إلا شخصاً واحداً، ابن وكيلة العقارات ونزيل المصحة النفسية، يشجعهما فى البداية، ثم يعريهما حين يتراجع الزوج عن الفكرة نتيجة إغراء زيادة المرتب، الزوجة تجهض حملها الثالث مع إجهاض أحلامها وتنزف حتى الموت، وزوج وكيلة العقارات الأصم يغلق السماعة لكيلا يسمع ثرثرة زوجته حول مالك العقار الجديد، الفيلم به حوارات ذات إيقاع سريع وساخن حول تلك القضية الوجودية، هل أنا صنيعة الناس والمجتمع، أم صنيعة نفسى؟، هل تحكمنى معايير المجتمع الذى يريد قولبتى وإدخالى إلى حظيرته، أم تحكمنى معاييرى أنا، ما يعتمل فى عقلى وروحى أنا؟، ماذا يحدث إذا كانت النماذج الجاهزة المعلبة لا تناسبنى بل أكرهها؟، المجتمع يربينى على الدخول تحت أسنان مفرمته لتعيينى مواطناً صالحاً، وأنا معترض مبدئياً على تعريفكم للمواطن الصالح من وجهة نظركم!!، هكذا يصرخ مَن هم فى وضع بطلة الفيلم التى تريد الذهاب لباريس، تريد أن تحلم حلماً مختلفاً بالرغم من أن الجميع مقتنع بأن أمريكا هى أرض الأحلام، ماذا لو تركتم الطفل يرسم شجرته هو، لا نموذج شجرتكم أنتم؟، ماذا لو جعلتموه يشخبط على جداره بما يروقه؟، يكتب موضوع تعبيره وإنشائه بعيداً عن أكليشيهات كتاب الوزارة؟، الاستقرار ليس الموت يا سادة، واستقرار الموج فيه نهايته.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق الثورى والاستقرار الزائف الطريق الثورى والاستقرار الزائف



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab