جرح المشاعر الحقيقى

جرح المشاعر الحقيقى

جرح المشاعر الحقيقى

 العرب اليوم -

جرح المشاعر الحقيقى

بقلم - خالد منتصر

«من أجل عدم جرح مشاعر الصائم، ممنوع الأكل فى نهار رمضان» هذا ما قاله البعض تعليقاً على حادث محل الكشرى وفتوى إحدى الجرائد، وتبريراً لمنع المرضى وأصحاب الديانات المختلفة والمسافر المسموح له بالإفطار وليس له بيت فى المدينة التى سافر إليها ويريد تناول طعام يعينه على استكمال مشاويره.. إلخ.

أتمنى أن نعيد تعريف وتوصيف جرح المشاعر مرة أخرى، فالصائم قد طبّق تلك الفريضة عن اقتناع شخصى ويعرف أن حسابها عند الله شخصى أيضاً وسيجازيه بها، ولم يطلب منه أبداً أن يقهر أحداً على مشاركته القناعة نفسها، أو يجبره على أن ينافق ويتخفى حتى لا يستفز حضرته!

هل أنت بهذه الهشاشة؟ وهل قناعاتك وإيمانك مهتز ومرتعش إلى هذه الدرجة ومن الممكن أن ينهار لرؤية شخص يأكل حتى ولو كان الله عز وجل قد سمح له بذلك؟!!

جرح المشاعر الحقيقى يا عزيزى هو أن ترتشى فى نهار رمضان وتفتح درج مكتبك لتتلقى الرشوة وتضعها بجانب المسبحة، جرح المشاعر الحقيقى هو أن تتحرش ببنت فى الشارع وتخترع لذلك مبرراً دينياً وتدّعى أنك تحمى الدين، جرح المشاعر الحقيقى هو أن تسرق جهد غيرك وتنسبه لنفسك، جرح المشاعر الحقيقى هو أن تكذب وتغش وتعطل أعمال الناس وأنت مقتنع بأنك ستغسل هذه الجرائم بمجرد فرد سجادة الصلاة!

جرح المشاعر الحقيقى هو أن تتعدى على الأرض الزراعية التى نأكل منها وتحولها لأرض مبانٍ بعد تجريفها من كنوز الطمى التى تكوّنت عبر آلاف السنين ولن تعوض، جرح المشاعر الحقيقى أن تشمت فى موت شخص مختلف معك فى الفكر، أو تتشفى فى مفكر أو كاتب أثار السؤال وعلامة الاستفهام فى مخك.

جرح المشاعر الحقيقى هو أن تتخيل أن الله قد كلفك بالدفاع عنه بالقتل أو الذبح أو الشتائم الوضيعة، جرح المشاعر الحقيقى هو أن تعلق ميكروفوناً لتصرخ فيه اللهم شتّت شملهم ويتّم أطفالهم ورمّل نساءهم واشف مرضانا فقط!!

جرح المشاعر الحقيقى هو أن تهين زوجتك وتتهمها بأنها نصف عاقلة وتضربها بدعوى التأديب وتصدق نفسك أنك قد فعلت الصواب، لأنك لم تكسر ضلعاً أو تحطم جمجمة! جرح المشاعر الحقيقى هو أن تعلم طفلك الرماية بالبندقية ولا تعلمه رماية القمامة فى صندوق الزبالة، جرح المشاعر الحقيقى هو الاستباحة، استباحة الشارع والفضاء الخاص والمساحة الخاصة.

جرح المشاعر الحقيقى هو «الحشرية» اللزجة، جرح المشاعر الحقيقى هو غلظة الحس، جرح المشاعر الحقيقى هو قمع الطفل عن فضيلة السؤال، جرح المشاعر الحقيقى هو الأنانية واعتبار نفسك الناجى الوحيد لأنك ولدت بصدفة جغرافية فى مكان معين وبعقيدة معينة، جرح المشاعر الحقيقى هو فقدانك لإنسانيتك.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرح المشاعر الحقيقى جرح المشاعر الحقيقى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab