صدام العمالقة بصبغة نووية

صدام العمالقة بصبغة نووية

صدام العمالقة بصبغة نووية

 العرب اليوم -

صدام العمالقة بصبغة نووية

بقلم - إميل أمين

حين انتهت الحرب الباردة في نهاية ثمانينات القرن المنصرم، وأسدل الستار على الاتحاد السوفياتي، وانفكت أوصال جمهورياته السابقة، عاد عقرب ساعة يوم القيامة لدقائق بعيدة إلى الوراء، بعدما تلاشى خطر الحرب النووية.
كانت جمعية «علماء الذرة»، التي شارك العالم الأميركي الشهير ألبرت آينشتاين في تأسيسها، قد ابتكرت فكرة ساعة يوم القيامة، تلك التي تستطيع أن تقدر مدى قرب أو بُعد العالم من الانفجار النووي ووقوع صدامات بأسلحة دمار شامل لا تبقي ولا تذر.
هذه الساعة عادت للظهور مرة أخرى في الأعوام الأخيرة، لا سيما بعدما أخذ منحى التسلح النووي يزداد بشكل غير مسبوق، فقد توقفت عقارب الساعة بحسب العلماء القائمين عليها في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عند «100 ثانية»، قبل منتصف الليل، وهو ما يعني أنَّ الانفجار النووي لم يعد بعيداً وبات التساؤل... لماذا؟
يمكن الاستفاضة في التحليل، غير أنَّنا سنحاول التوقف عند بعض أهم النقاط المثيرة للمخاوف، وفي المقدمة منها عودة سباق التسلح بين القوتين الكبريين القديمتين، ودخول قوى إقليمية، أضحت دولية أخرى إلى دائرة الصراع النووي.
أما القوى القديمة التقليدية فهي موسكو وواشنطن، اللتان استعرت بينهما من جديد روح المنافسة النووية.
هل ينبغي أن نضيف الصين إلى دائرة التحليل حتى تتضح الصورة بشكل كافٍ؟
الجواب لا يوفر قصة صعود الصين، وفخ ثيوسيديدس، ذلك الذي يتوقع الكثيرون أن يكون مآل الصراع بين واشنطن وبكين، كما كان من قبل بين أثينا وإسبرطة، في قرون ما قبل الميلاد.
لا تبدو الصين ماضية في طريق الردع النقدي فقط، بمعنى أنها لم تعد تكتفي بانتصاراتها الاقتصادية، تلك التي تكفل لها مدداً كافياً لانتشارها القطبي حول العالم، بل باتت سائرة نحو عسكرة قطبية قادمة، والذين لديهم علم من كتاب المؤسسة العسكرية الصينية يدركون أنها تسعى في طريق بناء حائط صواريخ نووي، يصل عدده إلى عشرة آلاف رأس نووي، تكون بمثابة حائط رادع للأميركيين أو حتى للروس الأصدقاء.
عطفاً على ما تقدم، فإنَّ الصينيين باتوا يسعون إلى تعظيم حضورهم عبر البحار، من خلال حاملات طائرات، وغواصات نووية... هل لهذه الأسباب وغيرها بدأت الولايات المتحدة في الاستعداد جدياً لفكرة نشوب حرب نووية بينها وبين أي من الأقطاب المتصارعة معها؟
في أوائل فبراير (شباط) الماضي، كتب رئيس القيادة الاستراتيجية الأميركية الأميرال تشارلز ريتشارد، مقالاً نشر عبر مجلة «المعهد البحري العسكري»، أشار فيه إلى أنَّ هناك احتمالاً حقيقياً لأن تتصاعد أزمة إقليمية مع روسيا أو الصين بسرعة إلى صراع نووي، لا سيما إذا شعروا بأن خسارة صراع تستخدم فيه الأسلحة التقليدية قد يهدد النظام أو الدولة.
وعند الأميرال ريتشارد أن نهاية الحرب الباردة قد أدت إلى ظهور أمل كاذب في واشنطن بأن استخدام الأسلحة النووية أصبح الآن مستحيلاً عملياً، لكن على أميركا الآن أن تضع في اعتبارها أن استخدام الأسلحة النووية احتمال واقعي.
على أن القارئ المحقق والمدقق للشأن النووي لا سيما بين موسكو وواشنطن، قد يعن له أن يتساءل قائلاً: «كيف يمكن أن يمضي الصراع النووي لجهة التصادم، بعدما قامت روسيا والولايات المتحدة بتمديد معاهدة (ستارت 3)، التي انتهى العمل بها في 5 فبراير الماضي لمدة خمس سنوات، أليس في مثل هذه الاتفاقية تخفيض كبير يزيح شبح المواجهة النووية من المشهد؟».
يبدو الاحتجاج بالفعل صحيحاً، فقبل بضعة أشهر كان مصير هذه الاتفاقية، التي تحد من ترسانات روسيا والولايات المتحدة النووية معلقاً على شعرة، ففي ظل حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي قام بالانسحاب من العديد من الاتفاقيات المهمة في مجال الاستقرار الاستراتيجي، لم يكن من الممكن بالتأكيد تمديدها.
غير أن هناك إشكاليات ما ورائية تجعل خطر المواجهة النووية قائماً وقادماً، وهي لا تكاد ترى للعوام بل تحتاج إلى خبراء للتعاطي معها... ماذا عن ذلك؟
باختصار غير مخلٍّ، تبدو قضية تفاقم انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة، ونظريات المؤامرة، بمثابة عامل مضاعف لتهديدات تدهور الصراع النووي.
ولعل حادثة الاعتداء على الكونغرس الأميركي، في السادس من يناير الماضي، قد لفتت الانتباه إلى ما يمكن أن يحدث من قبل قيادة أميركية، أو بنفس القدر من قبل قيادة روسية، قومية في الحالتين، وكيف يمكن أن يدفعها الشطط القومي، والنوازع العنصرية في طريق الأحادية الذهنية التي تقود إلى استخدام السلاح النووي.
في هذا السياق، بدأت حديثاً وفي الأسابيع الماضية مطالبات من قبل البعض في الداخل الأميركي بألا يكون القرار النووي أمراً يخص الرئيس فقط، وهذه قصة قائمة بذاتها قد نعود إليها في قراءة مفصلة لاحقة.
هل هناك أمر آخر أكثر إثارة وخطورة بشأن احتمالات حدوث حرب عالمية ثالثة بصبغة نووية؟
في وسط زحام الانتخابات الرئاسية الأميركية، لم ينتبه الكثيرون إلى ما جرى من تعرض أميركا لموجة اختراقات سيبرانية هي الأخطر من نوعها، ولم يعلن عن خسائرها الجسيمة، الأمر الذي دعا للتساؤل هل اقتربت من المنشآت النووية، وماذا لو قدر لجماعة قومية عنصرية، كما رأينا في أفلام هوليوود، أن تخترق شبكات الصواريخ النووية في واشنطن أو في موسكو؟
لا توفر المخاوف من شبح حرب نووية الحديث عن العودة إلى الفضاء من جديد، مع أجيال جديدة من شبكات الليزر، ما يعني أن آليات التهديدات تتعدد والخطر يقترب... إلى قراءة أخرى مكملة.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدام العمالقة بصبغة نووية صدام العمالقة بصبغة نووية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab