ولماذا تغيّر إيران تصرفاتها

... ولماذا تغيّر إيران تصرفاتها؟!

... ولماذا تغيّر إيران تصرفاتها؟!

 العرب اليوم -

 ولماذا تغيّر إيران تصرفاتها

بقلم - نديم قطيش

ما لم يحصل انقلاب جذري في استراتيجية واشنطن حيال إيران، فلا مجال لتوقع قاسم سليماني آخر يُعاد عبرَ شطبِه تأسيسُ الردع الأميركي الحاسم لنظام الملالي، بعد الهجوم على قاعدة أميركية في الأردن.

إن كان من شيء تفهمه إيران أكثر من لغة القوة، فهو لغة الضعف، وهي ترى أن إدارة الرئيس جو بايدن إدارة ضعيفة ومرتبكة وجاهزة لتنازلات تفوق التصور تجاه إيران، مدفوعةً بوهمين: الأول أن طريق العقلانية السياسية هي طريق الصواب لتأسيس تفاهمات مع إيران. والثاني أن شراء تجنب التصعيد برشوة الإيرانيين، عبر سياسات المال مقابل الرهائن وتخفيف العقوبات النفطية هو الخيار الأسلم لعدم التورط في وحول الشرق الأوسط.

يتفرع هذان الوهمان من عطل بنيوي رئيسي في فهم أهداف إيران في المنطقة، وفي فهم استراتيجيتها لتحقيق هذه الأهداف.

ليس من باب الصدفة أن تتزامن هجمات الميليشيات الإيرانية على القواعد الأميركية، مع ازدهار السجالات الأميركية حول خططٍ للانسحاب من سوريا والعراق. فهذا هدف إيراني معلن، ولا شيء يسعد الإيراني أكثر من سماع إدارة بايدن الديموقراطية تعبّر عنه بوضوح، أو أن ترصد في خطاب المرشح الجمهوري دونالد ترمب شيئاً يشبهه، وإن كان منطق ترمب وفعله ينطويان على حسم أكبر تجاه إيران وتهديداتها.

والحال، من الواضح أن استراتيجية طهران تقوم على الاستفادة من دعم الهجمات على القوات الأميركية من خلال الميليشيات المتحالفة معها في سوريا والعراق، وأعمال الحوثيين في البحر الأحمر، والتلويح بجبهة لبنان، والتدخل في حرب غزة، من أجل زيادة الضغط على المصالح الأميركية في نقاط متعددة، لدعم خيار الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، بما يعزز الهيمنة الإيرانية في الإقليم.

كما ليس من باب الصدفة أن اللوبي الإيراني في واشنطن، المكون من أكاديميين وباحثين وصحافيين أميركيين من أصول إيرانية، جرى الكشف عن صلاتهم بالحكومة الإيرانية، وتم توثيق اختراق بعضهم الحكومة الأميركية نفسها عبر الدبلوماسي المبعد عن إدارة بايدن، روبرت مالي، ليس من باب الصدفة، أن هؤلاء يرفعون الصوت اليوم بالقول إن تصعيد ميليشيات إيران يتوقف إذا ما تم التوصل لإطلاق نار في غزة.

هذا المنطق الذي يربط بين جهود ميليشيات طهران ووقف إطلاق النار في غزة، يريد اختطاف المسار السياسي الحالي، الأميركي العربي الخليجي، والساعي لوقف لإطلاق النار من ضمن ترتيبات سياسية للوضع الفلسطيني، وأمنية لإسرائيل، تنهي حال الشذوذ التي عززتها حكومات بنيامين نتنياهو. في حين تريد إيران لوقف إطلاق النار في غزة أن يثبت معادلة «حماس» في فلسطين من ضمن تثبيت معادلة الميليشيات وفكرة الكفاح المسلح في عموم المنطقة، باعتبار ذلك بوابة للهيمنة الإيرانية الإقليمية.

الاعتقاد الأميركي أن التفاهم ممكن مع إيران لا يأخذ في الاعتبار أن المطلوب من إيران هو عملياً التخلي عن عناصر قوتها الوحيدة في ظل عدم امتلاكها عناصر قوة أخرى يملكها خصومها في الإقليم، كالقوة الاقتصادية وقوة النموذج الاجتماعي وجاذبية تجارب الازدهار والرفاهية والانفتاح والسلام.

فلماذا تتخلى إيران عن أسباب قوتها بالحوار والتفاهم؟

1- ما هو بديل إيران عن استغلال الصراعات الإقليمية، كالوضع في غزة، أو دعم الهجمات على القوات الأميركية، وتهديد مصالح واشنطن وحلفائها في منطقة البحر الأحمر؟

2- ما هي أدوات إيران الأخرى للتأثير على سياسة الولايات المتحدة والتأثير على قرارات السياسة الأميركية فيما يتعلق بإيران وآيديولوجيتها الثورية ورؤيتها للعالم، كي تقبل التخلي عن أدواتها الراهنة؟

3- ماذا تملك إيران غير تصعيد التوترات على مختلف الجبهات، بغية صرف الانتباه عن ملفها النووي وإضعاف التصميم الدولي على معالجة هذه القضية؟

4- ماذا تملك إيران من مصادر تعزز هيبتها في الإقليم أو شرعيتها في الداخل سوى التحرش الدائم بالولايات المتحدة وإظهار أنها قادرة على اللعب مع الكبار من دون أن تجرؤ واشنطن على رد عسكري قوي؟

5- ما هي أدوات إيران، حتى في خضم التفاوض مع أميركا، لخلق نفوذ لنفسها في المفاوضات الدبلوماسية النووية وغير النووية، غير ابتزاز أميركا بقدرتها على زعزعة الاستقرار الإقليمي؟

6- كيف تحقق إيران الانسحاب العسكري الأميركي من الشرق الأوسط سوى عبر توظيف الميليشيات لزيادة تكلفة المشاركة العسكرية الأميركية في المنطقة، بالتالي خلق ضغوط داخلية داخل الولايات المتحدة للانسحاب؟

7- ما هي أدوات إيران الأخرى، لإيجاد مقعد للنظام، على طاولة النفوذ الإقليمي السياسي والأمني سوى شبكة الميليشيات والدول المتحالفة معها لإبراز قوتها وحماية مصالحها.

إن مصالح إيران المباشرة والحيوية مرتبطة بشكل معقد بما تسميه أميركا السلوك الإيراني. وعليه فإن الدعوة لتغيير السلوك لا تقل عن الطلب من إيران أن تكف عن كونها إيران، وهو ما لا يمكن إقناع أي نظام في العالم به، عبر الحوار والتفاوض.

لم تتغير ألمانيا النازية بالحوار والاسترضاء، ولا غيرت اليابان عقيدتها الإمبريالية العسكرية بالتفاهمات السياسية وإبداء حسن النيّات. ولا هُزمت الفاشية عبر لعبة الرأي العام. هذه أنظمة تعرف مصالحها بدقة، وتحمي مصادر قوتها من دون تردد.

إن إصرار واشنطن على عدم فهم ما تمثله إيران وما تعنيه بسلوكها هو السبب الرئيسي لتداعي النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، بحيث تجد نفسها إزاء أعداء لا يهابونها وحلفاء لا يثقون بها.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ولماذا تغيّر إيران تصرفاتها  ولماذا تغيّر إيران تصرفاتها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab