هنري كيسنجر في مئويته حاجة عربية
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

هنري كيسنجر في مئويته... حاجة عربية

هنري كيسنجر في مئويته... حاجة عربية

 العرب اليوم -

هنري كيسنجر في مئويته حاجة عربية

بقلم: نديم قطيش

على أعتاب إتمام مئويته نهاية هذا الأسبوع لا يزال الرصيد السياسي والفكري لوزير الخارجية الأمريكية ومستشار الأمن القومي الأسبق هنري كيسنجر، مادةً شديدة الثراء للانقسام السياسي حول حياته المثيرة وأفكاره المعقدة وتأثيره الحاسم في صناعة موقع أميركا في السياسة الدولية، في لحظة انتقال الولايات المتحدة من قوة عالمية صاعدة، إلى زعيمة بلا منازع على المسرح الدولي.

روايته الشخصية هي رواية الحلم الأميركي نفسه. كيسنجر المولود في عام 1923، والناجي مع عائلته من أهوال ألمانيا النازية، والفتى المهاجر إلى أميركا في عام 1938، ثم ضابط المخابرات في الجيش في الحرب العالمية الثانية، وبعدها الباحث والمحاضر البارز في جامعة «هارفارد»، وصولاً إلى تسنمه أعلى مستويات صنع القرار في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، هو التجسيد الحي للعظمة الأميركية وبهاء نموذجها، الذي يتعرض اليوم لشتى صنوف التحديات.

تتسع هوّة الانقسام حوله كما لا تتسع حول شخصية أميركية أخرى. فهو المثقف «المثالي»، حسب عنوان كتاب المؤرخ البريطاني نيال فيرغسون، الذي يُفترض أن يكون مجلداً من ثلاثية تؤرخ لتحولات كيسنجر وظاهرته. يتناول فيرغسون في الجزء الأول المنشور عام 2015، كيسنجر الأكاديمي والمفكر وصولاً الى عام 1968، أي قبل أشهر قليلة على تعيين ريتشارد نيكسون له مستشاراً للأمن القومي عام 1969، مفتتحاً الفصل الأكثر إثارة في حياته وهو كيسنجر السياسي.

على المقلب الآخر، هو مجرم الحرب، الواقعي حتى انعدام حس العاطفة والأخلاق، حسب كارهيه، وأبرزهم كريستوفر هيتشنز الذي جعل من كتابه «محاكمة هنري كيسنجر» لائحة اتهام قاسية تشمل مسؤوليته الشخصية عن قصف كمبوديا في أثناء حرب فيتنام، ودعم الأنظمة الاستبدادية في تشيلي والأرجنتين، والتأييد الضمني لفظائع باكستان خلال حرب تحرير بنغلاديش. يقدم هيتشنز سردية مظلمة عن سيرة كيسنجر السياسية التي يصفها بأنها استراتيجية سياسية واقعية مدفوعة بالبراغماتية الباردة والمصالح الجيوسياسية، على حساب حقوق الإنسان والقيم الأميركية.

في الواقع، يسلط هذا الاختلاف الجذري حول إرث كيسنجر الضوء على إحدى المعضلات الدائمة للسياسة الدولية، وهي التوتر الدائم بين المبادئ المثالية ومعطيات الواقعية السياسية، أي بين متطلبات المصلحة الوطنية وبين مثل الديمقراطية وحق تقرير المصير وحقوق الإنسان.

وبانتظار استكمال ثلاثية فيرغسون، تقدم السيرة الكيسنجرية التي وضعها الباحث الدبلوماسي الأمريكي مارتن إنديك، في كتابه «هنري كيسنجر والقوة الأمريكية: سيرة ذاتية سياسية»، وجهة نظر متوازنة، تعترف بعبقرية كيسنجر السياسية والاستراتيجية ولا تقفز فوق إخفاقاته الأخلاقية والتسويات المُرّة التي عقدها بينه وبين نفسه، أي بين الأكاديمي المثالي وبين السياسي الحاذق.

ووفقًا لإنديك، فإن كيسنجر شخصية معقدة، عالقة في صلب هذا التوتر بين الواقعية السياسية والتطلعات إلى نظام دولي ليبرالي، ما يعني أن ما تختزنه تجربته العملاقة من تناقضات، ليست نابعة من مجرد عناصر فردية في شخصيته، بل هي تجسيد للتناقضات الأوسع التي تقوم عليها السياسة الدولية.

بهذا المعنى فإن الانقسام حول كيسنجر هو انقسام حول «معنى السياسة» نفسها، إن جاز لنا أن نلعب على عنوان رسالة الماجستير الخاصة به في جامعة هارفارد «معنى التاريخ»، أي الانقسام بين منظورين متضاربين حول السياسة الخارجية. فهل العالم مجرد رقعة شطرنج جيوسياسية تحتل عليها المصلحة الوطنية موقع الملك، مع كل ما تتطلبه هذه المقاربة من قرارات صعبة وغموض أخلاقي، أم العالم هو جنة موعودة لحقوق الإنسان والعدالة والقانون الدولي، ولو على حساب المكاسب الاستراتيجية؟

بمناسبة مئويته أجرت معه مجلة «ذي إيكونوميست» قبل أيام حديثاً مطولاً، حول أحوال العالم في لحظته الراهنة شديدة الاضطراب والغموض، كتأكيد على راهنية كيسنجر وراهنية ما يمثله من تناقضات، بعد أن بدت أفكاره لوهلة كأنها خارج الزمن، حين ساد الوهم بنهاية التاريخ وتسطيح العالم.

فالعالم المترابط والمضطرب، في آن، في ضوء صعود القوميات، وتنافس القوى الكبرى، والتغير التكنولوجي غير المسبوق، والأوبئة العالمية، يلحّ في طلب قيادات دولية تُحسن الموازنة بين البراغماتية والمثالية، تمامًا مثل كيسنجر نفسه، مع ما توفره هذه التجربة من تجارب ملهمة وخلاصات يجب تجنبها.

أما في ما يعنينا في العالم العربي وفي الشرق الأوسط، فإن «الكيسنجرية» بكل تناقضاتها، تمثل إرثاً حيوياً، ونحن نخوض غمار إعادة تأسيس نظام إقليمي أكثر سلماً واستقراراً، مع كل ما يحفّ بذلك من تحديات قيمية وأخلاقية معقدة.

فمن بين أهم الدروس التي يستخلصها فيرغسون من دراسته لسيرة كيسنجر المثقف، هو أن عملية صنع القرار الاستراتيجي تنطوي على الكثير من «التخمين»، والموازنة الصعبة بين التكاليف المحتملة على المدى القصير مقابل إمكانية تجنب كارثة مستقبلية كبيرة. يؤمن كيسنجر بأن الاستباق الناجح للكوارث الجيوسياسية لا يحظى غالباً بالتقدير المناسب، حيث يصعب على الناس التعبير عن امتنانهم للأزمات التي تم تجنبها. ويحذّر من أن البديل عن ذلك غالباً ما يكون اللاقرار والرهان على الحظ أو الأمل الزائف، الذي كانت له في المثال التاريخي لسياسة استرضاء الديمقراطيات الغربية تجاه هتلر في عام 1938، نتائج كارثية على العالم برمّته.

أما ثاني الدروس التي يستخلصها فيرغسون، فهو القانون الكيسنجري بأن امتحان السياسة الخارجية والجيوبوليتيك، غالباً ما يكون إتقان «اختيار أهون الشرور».

هل من لحظة عربية أكثر استدعاء لفهم هذه الدروس، وهل من راهنية أكثر وضوحاً لكيسنجر؟

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنري كيسنجر في مئويته حاجة عربية هنري كيسنجر في مئويته حاجة عربية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab