أوكرانيا أزمة لها جذور

أوكرانيا... أزمة لها جذور

أوكرانيا... أزمة لها جذور

 العرب اليوم -

أوكرانيا أزمة لها جذور

بقلم - جبريل العبيدي

أوكرانيا تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والانضمام إلى الناتو، وتعتبر هذا حقاً سيادياً لها، بينما روسيا تراه خطراً على أمنها، فروسيا لا تزال تستذكر التاريخ القديم وأن أوكرانيا كانت مجرد تابعة إلى روسيا، حيث كانت روسيا القيصرية تسيطر على معظم الأراضي الأوكرانية وتطلق عليها «روسيا الصغيرة»، بينما الأوكرانيون لا يستذكرون من علاقتهم بالروس سوى ذكرى المجاعة الكبرى في ثلاثينات القرن الماضي، التي ذهب ضحية لها ملايين الأوكرانيين.
منذ أن بدأ الاجتياح الروسي لأوكرانيا كانت الجهود الغربية والأميركية موجهة لوضع خطط معاقبة روسيا وإضعافها، خصوصاً اقتصادياً، ولم يكن هناك أي جهود لمنع وقوع الحرب أو التوسط لإيقافها، فالأزمة الأوكرانية والفشل في معالجتها سياسياً، غربياً وشرقياً (روسيا وأوكرانيا) وبعيداً عن التذرع بالضعف الواضح في الخبرة السياسية للرئيس الأوكراني لكونه جاء من خلفية فنية لا سياسية، تبقى الأزمة الأوكرانية لها جذور عميقة تتجاوز العنوان العريض، وهو ضرورة تحييد أوكرانيا ومنع انضمامها لحلف الناتو، لكونها على حدود روسيا، فهناك كثير من دول الناتو على حدود روسيا وتشكل خطراً أكبر، ولكن المعادلة السياسية في أوكرانيا لا يمكن تسطيحها بهذا الشكل، بل وتبقى مستعصية التفسير والحل، ما دام هناك تجاهل لجذور الأزمة، ونظراً لعدم الاتزان بين طرفي المعادلة، وتشابك الأسباب وردود الفعل بين جميع الأطراف، التي تجاوز عددها أوكرانيا وروسيا، فالأزمة منذ البدء لم تكن أزمة أوكرانية خالصة، بل كان لأطراف كثيرة دور كبير فيما انتهت إليه الأمور في أوكرانيا، حتى اندلعت الحرب، التي كان من الممكن تجنبها، لولا عناد بعض الأطراف التي لا يمكن استثناء الطرف الأوكراني من بينها.
الخطر النووي يعد من أكبر المخاوف من الحرب في أوكرانيا، سواء بضرب المفاعلات النووية في أوكرانيا، مثل محطة زابوريجيا، أومحطة تشرنوبل أو استخدام السلاح النووي ولو بشكل محدود في أوكرانيا، خصوصاً بعد أوامر بوتين الرئيس الروسي، بوضع الترسانة النووية الروسية في حالة استعداد وتأهب، وإن كانت حقيقية مجرد محاولة ردع روسية لأي تدخل مباشر من قبل حلف الناتو، الذي يعد متدخلاً في الحرب، ولو من خلال الدعم اللوجيستي والاستخباراتي وقاعدة البيانات والتزويد بالأسلحة للجانب الأوكراني، ما يجعل العالم أمام حرب عالمية ثالثة غير معلنة.
بعد الغزو والاجتياح الروسي لأوكرانيا، هل سينهي الحرب المندلعة مجرد تحييد أوكرانيا، ونزع سلاحها؟ لا أعتقد أن الأمر بات يمكن تسويته بهذا الشكل فقط، بل سيتجاوز الأمر إلى تقسيم وتجزئة الجغرافيا الأوكرانية، التي لن تعود كما كانت قبل الحرب، فالأزمة جزء من جذورها إعادة رسم خريطة المنطقة وإعادة توزيع ديموغرافيا السكان وفق المنظور الروسي المتحالف مع الانفصاليين في المنطقة، وهي أحد مسببات الحرب.
الأزمة الأوكرانية لم تعالج غربياً بشكل يسمح بمنع الحرب ونزع فتيلها، بل كانت جميع القرارات والمفاوضات الخجولة تدفع نحو مزيد من التصعيد الروسي، كأن الغرب والناتو هما من جرا الرئيس بوتين نحو مستنقع الحرب بأوكرانيا لإغراق روسيا المثقلة بوضع اقتصادي صعب، متناسية أن سرعة التموضع والتعود الروسي سيمكنها من الاستمرار في حرب كان من الممكن منع حدوثها.
محاولات إسقاط بوتين وحصار روسيا وشدة العقوبات، جميعها لن تجدي نفعاً في منع الرئيس بوتين من استكمال الحرب، فهو بالتأكيد لم يدخل الحرب بحسابات خاطئة كما يفسر البعض، وبالتالي له حسابات أخرى، ولهذا كان الأفضل للغرب التفاوض على وقف الحرب ومنع مزيد من الخسائر بدلاً من التصعيد، خصوصاً بعد قبول روسيا التفاوض من دون شروط مسبقة.
العمليات الإنسانية في حدود أوكرانيا تعرضت لانتقادات كثيرة في إطار التمييز «العنصري»؛ لاجئون عرب ومن جنسيات غير «أوكرانية» تواصل بولندا منعهم من عبور حدودها هرباً من الحرب في أوكرانيا التي وصفت بلون العنصرية، خصوصاً ضد الأجانب الفارين من الحرب.
فالأزمة الآوكرانية تتجاوز اختزالها في الخلاف حول زعماء الثورة البرتقالية، التي اندلعت في أوكرانيا سنة 2004 بعد التشكيك في نتائج الانتخابات بين المرشح الموالي لروسيا والمرشح الموالي لأوروبا وأميركا، إنها أزمة لها جذور ضاربة في التاريخ، ولحلحلتها لا بد من الرجوع إلى التاريخ والجغرافيا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكرانيا أزمة لها جذور أوكرانيا أزمة لها جذور



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab