إيرادات النفط الليبي وغياب الشفافية

إيرادات النفط الليبي وغياب الشفافية

إيرادات النفط الليبي وغياب الشفافية

 العرب اليوم -

إيرادات النفط الليبي وغياب الشفافية

بقلم - جبريل العبيدي

ليبيا محتاجة إلى مزيد من الشفافية بشأن إيرادات النفط، بعد أن سجلت إيرادات البلاد من النفط مستوىً قياسياً، إذ قفزت الصادرات النفطية لأعلى مستوى منذ 5 سنوات، خصوصاً أن ليبيا، ولسنوات طوال، كانت ولا تزال تتكتَّم على صفقات النفط؛ الأمر الذي يمثل انتكاسة للشفافية في ظل السؤال المتكرر: ما مصير إيرادات النفط الليبي في ظل سيطرة وشراكة مفروضة من شركات النفط العالمية في ليبيا مثل «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«كونوكو فيليبس» و«هيس» الأميركيتين و«فينترسهال» الألمانية؟
النفط الليبي يمثل ما بين 93 و95 في المائة من إجمالي الإيرادات، ويقال إنه «يغطي 70 في المائة» من إجمالي الإنفاق العام، ولكن رغم هذا، ورغم غزارة الإنتاج وفارق ارتفاع أسعار برميل النفط، فإن الحكومة عجزت حتى عن توفير الكتاب المدرسي للطلاب؛ الأمر الذي لم يحدث منذ 60 عاماً في ليبيا، مما يطرح سؤالاً مهماً: أين تذهب إيرادات النفط ما دام العجز وصل إلى الكتاب المدرسي وإلى التأخر في سداد مرتبات الموظفين الحكوميين بواقع شهرين؛ ناهيك عن انهيار تام في القطاعات الخدمية، خصوصاً الصحة الذي يعاني فيه أغلب المستشفيات من العجز في توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية، والعجز المتكرر في توفير تطعيمات الأطفال وأدوية الأورام والكلى.
ليبيا بلد عضو في «أوبك»، لكنه أُعفي من خفض الإنتاج، وينتج 1.7 مليون برميل يومياً، وفي ظل ارتفاع أسعار النفط جراء الحرب الدائرة، وحتى في سابقاتها، يبقى سؤال مهم: أين تذهب عائدات فارق الارتفاع في الأسعار؛ هل هناك رقابة عليها، وضمانة لإيداعها في المصرف المركزي من دون أن تذهب إلى الميليشيات تحت أسماء مختلفة، أم تدرَج في حسابات لا تخضع لأي رقابة محلية أو دولية؟ أو تسرق في الصفقات المشبوهة؟

  النفط الليبي يتميز بانخفاض تكلفة إنتاجه، وجودته من حيث نسب الكبريت المنخفضة، وسهولة وانخفاض تكاليف نقله، خصوصاً البحري لقربه من الشواطئ الأوروبية، لهذا يلقى إقبالاً كبيراً في التصدير وسهولة إيجاد مشترٍ.
لكن تبقى الحقيقة المرة؛ وهي أن حجم إيرادات النفط الليبي ضخمة مقارنة بما ينفَق على الأرض في ليبيا المدمرة بنيتها التحتية، مما يطرح تساؤلات كثيرة؛ بدءاً من زمن القذافي إلى اليوم: أين ذهبت عائدات النفط الليبي، خصوصاً أنها قُدرت بأكثر من 3 تريليونات دولار منذ ستينات القرن الماضي، وفق تقديرات اقتصادية، في ظل غياب تام للشفافية في هذا الملف منذ 50 عاماً!؟
اليوم هناك ارتفاع في سعر برميل النفط الذي تجاوز المائة وعشرين دولاراً، فأين وضع هذا المالن ومن سطا عليه؟
التدخلات ومافيا النفط جعلت من نفسها مالكاً للنفط الليبي، والليبيين مجرد خفراء عليه، ولهذا كانت الشركات النفطية في ليبيا حكومة ظل ودولة عميقة تتحكم في مصير البلد، حتى تحول النفط إلى لعنة لم تتوقف؛ بل وصلت إلى مقتل خبير النفط والاقتصاد الإصلاحي الليبي شكري غانم، «الميت الذي ما زال يتكلم» كما كتبت صحيفة «لوموند» الفرنسية، فهو آخر وزير نفط ليبي في زمن القذافي.
في ليبيا وخارجها لا أحد يرغب في إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الليبي وتحرره من الاقتصاد الريعي إلى الإنتاجي، واستغلال إيرادات النفط في تحقيق التنمية المستدامة، باستثناء بعض جراحات التجميل الطفيفة التي حدثت في الماضي، ومنها محفظة الاستثمارات الخارجية، التي لا تزال تصب خارج الخزينة الليبية، وما يهدر عليها من أموال يجعلها مشروعات في حالة خسارة دائمة، مع غياب للشفافية في مصير إيرادات النفط والغاز الليبيين.
الليبيون يريدون أن يسألوا برلمانهم الذي انتخبوه سؤالاً صريحاً من أربع كلمات: أين تذهب إيرادات النفط؟ وهم في انتظار الإجابة!    
arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيرادات النفط الليبي وغياب الشفافية إيرادات النفط الليبي وغياب الشفافية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab