عودة اليمن السعيد

عودة اليمن السعيد

عودة اليمن السعيد

 العرب اليوم -

عودة اليمن السعيد

بقلم - جبريل العبيدي

بتشكيل مجلس رئاسي جديد في اليمن ستكون هناك انفراجة في حل الأزمة السياسية اليمنية، خصوصاً بين صفوف المعسكر المعادي للمتمردين الحوثيين، فهل حانت ساعة عودة اليمن السعيد، بعد زمن الحروب الأهلية والقتال الشرس؟
اليمن سيعود سعيداً قريباً، بعد جهود عربية وبعد مفاوضات ماراثونية يمنية - يمنية جرت برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية، التي كانت ولا تزال حريصة على عودة الاستقرار في اليمن المنقسم داخله بين شمالي وجنوبي، وحوثي وغير حوثي، لسنوات طويلة خاض فيها اليمنيون حروباً أهلية كانت بعضها حروباً بالوكالة، كتلك التي خاضتها جماعة الحوثي.
تشكيل مجلس رئاسي يعد خطوة البداية لعهد سياسي جديد في اليمن، يمكنها تهيئة الظروف لوضع حد للاقتتال في اليمن، ودعم المفاوضات بين جميع الأطراف، خصوصاً بعد أن سلم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الخميس، صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي.
إعلان الرئيس هادي جاء فيه: «ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وأفوض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».

المجلس الرئاسي المشكل من أربعة من شمال اليمن وأربعة من الجنوب، لن يكون كياناً رمزياً، بل سيدير الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً، بل إن المجلس الرئاسي يضم شخصيات فاعلة على الأرض، منها رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي، ويضم أيضاً طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، مما سيشكل قدرة كبيرة للمجلس في السيطرة على الأرض، وإنفاذ قرارات الحكومة في بلد بقي مشتتاً لسنوات طوال، علاوة على توحيد الصف أمام جبهة المتمردين الحوثيين.
المجلس الجديد، وفق بيان الرئيس هادي، مكلف «التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي»، فهل سيستطيع الحوثي فك الارتباط مع إيران، والدخول في مفاوضات مع القوى السياسية اليمنية الممثلة الآن في مجلس رئاسي ضم جميع القوى والأطراف السياسية من الشمال والجنوب اليمنيين بل حتى الانفصاليين؟ وهل يستطيع الحوثي مجابهة هذا التجمع والتحالف اليمني فيما لو استمر الحوثي في عناده المرتبط بأجندة النظام الإيراني؟ أعتقد أن الأمر أصبح صعباً على الحوثي الذي كان يستفيد من الفرقة والتشظي للقوى السياسية اليمنية، التي هي الآن موحدة ضمن مجلس رئاسي بالشراكة في إدارة البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً، مما سيقطع الطريق على الحوثي الذي كان يعيش على مستنقع الفرقة اليمنية اليمنية.
معاناة اليمن الطويلة لسنوات سببها جماعة الحوثي المتمردة، فهي التي أشعلت حرباً ضروساً منذ سنوات طوال، حتى قبل إنشاء التحالف العربي لاستعادة الشرعية والاستقرار لليمن.
بمجرد الإعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي اليمني لقي ترحيباً عربياً ودولياً، فقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن ترحيبه بالقرار، واعتبره «تجسيداً للشرعية اليمنية». كما رحب كذلك الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بخطوة تشكيل المجلس الرئاسي اليمني.
ولنجاح عملية الاستقرار في اليمن، قررت المملكة العربية السعودية تقديم دعم اقتصادي بمبلغ ثلاثة مليارات دولار. كما دعت الرياض إلى عقد مؤتمر دولي لدعم الاقتصاد اليمني، بينما ستقدم الإمارات العربية مليار دولار لدعم الاستقرار اليمني. ورغم إعلان المتمردين الحوثيين رفضهم لتشكيل المجلس الرئاسي، إلا أن هذا المجلس يعد خطوة مهمة لتوحيد المعسكر ضد تمرد الحوثيين على الدولة، الأمر الذي لم يعد مقبولاً من جميع الأطراف اليمنية أن تكون هناك جماعة أو فصيل مسلح متمرد على الدولة الموحدة في مجلس رئاسي يضم جميع اليمنيين.
بتشكيل مجلس رئاسي في اليمن أصبح الحوثي أمام خيارين؛ فإما الدخول في مفاوضات والتخلي عن السلاح وفك الارتباط بالأجنبي، خصوصاً النظام الإيراني، والدخول في شراكة سياسية كباقي الأطراف اليمنية، أو مواجهة عسكرية خاسرة مع جميع اليمنيين.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة اليمن السعيد عودة اليمن السعيد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab