بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»

بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»

بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»

 العرب اليوم -

بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»

بقلم :د. جبريل العبيدي

بنغازي، عاصمة الثقافة الليبية، لا تخشى التبشير ولا التنصير كما توهم البعض، فهي تستقبل جميع ثقافات العالم بإيمان راسخ رسوخ الجبال يسود بين أهلها الذين بينهم الآلاف من حفاظ القرآن الكريم والذين تمكنوا من أن يكونوا من الأوائل في مسابقات حفظ القرآن الكريم حول العالم، ولعل جائزة دبي إحدى تلك الجوائز التي حصد جوائزها الحفاظ الليبيون لسنوات طوال، ولذلك لا نخشى على أهلها من لغط الكتّاب ولا جدل المجادلين، هذه الأيام، حول معرض الكتاب العائم الذي تحمله سفينة الكتب «لوغوس هوب»، ورغم اللغط الذي صاحب مجيء السفينة بين مرحب، وهم الأغلبية، وبين رافض، وهم أقلية، بحجة أن السفينة تتبع إحدى الجمعيات التبشيرية، رغم أن القائمين على السفينة كانوا متعاونين لأبعد حد ووافقوا على حجب أي كتاب أو عنوان يثير الجدل وقدموا قائمة بالكتب للسلطات الليبية وإدارة مراجعة الكتب بوزارة الثقافة الليبية التي درست القائمة وحجبت بعض الكتب التي لا تتماشى مع القيم والعادات الليبية، والسفينة الآن راسية في ميناء بنغازي البحري الذي كان قبل بضع سنين تحتله الجماعات التكفيرية وتمنع حتى إبحار سفن الغذاء منه وإليه، واليوم بعد أن حرر الجيش الليبي المدينة والميناء ترسو سفينة الكتب العائمة آمنة في الميناء ليتحول أحد أرصفته إلى معرض للكتاب بديلاً عن استعراض الأسلحة والدبابات التي كانت تعج بها أرصفة الميناء الذي أنهكته ميليشيات الإسلام السياسي المتحالفة مع «داعش» و«القاعدة» وكانت تحتل الميناء الذي أعيد ترميمه وصيانة مرافقه ليعود إلى استقبال الغذاء والدواء والكتاب أيضاً.

بنغازي كانت ولا تزال منارة العلم والثقافة الليبية وكذلك في البحر المتوسط، ففيها كانت أول جامعة ليبية باسم الجامعة الليبية، وفيها كانت أول كلية طب في ليبيا في منتصف القرن الماضي واحتضنت أكبر وأهم المناشط الثقافية التي شهدتها ليبيا.
السفينة «لوغوس هوب 2» أو «كلمة الأمل 2» سبق أن زارت ميناء بنغازي قبل فوضى «الربيع العربي»؛ حيث سبق أن رست في أعوام 2005 و2007 و2010، وهذه الزيارة الرابعة للسفينة إلى ليبيا ومع هذا في هذه المرة صاحب زيارتها بعض اللغط والجدل حول هوية السفينة والأموال التي تجمعها والكتب التي تحتويها، رغم أن السفينة كانت تحمل كتباً إسلامية أيضاً وأخرى علمية، أما الكتب التي تثير الجدل والتي طلبت السلطات الليبية منع عرضها وبيعها، فقد استجاب القائمون على السفينة لطلب السلطة، فلهذا لا يوجد أي مبرر لتضخيم أي جدل حول السفينة، فهي راسية في ميناء بنغازي وزوارها من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ أيضاً، بل تحول وجود السفينة إلى مهرجان تفاؤلي لعودة المدينة إلى المناشط الثقافية بدلاً من الرصاص والحرب والاغتيالات التي كانت قبل سنوات المشهد الحزين الذي يرسم مدينة بنغازي قبل أن يحررها الجيش الليبي من الإرهابيين، وهو نفس الجيش الذي وفّر الحماية لمعرض الكتاب العائم الذي تحمله سفينة «لوغوس هوب» والذي رفضت الكتائب المسلحة التابعة للإسلام السياسي في مدينة مصراتة السماح للسفينة بالرسو في ميناء المدينة.
رغم وجود من دعا إلى مقاطعة معرض الكتاب العائم ووصفه بـ«السفينة التنصيرية Logos Hope» فإنه لم يلجأ أي شخص للعنف أو السلاح لمنع السفينة من الرسو أو منع مسؤوليها من إقامة المعرض أو إحياء مناشط ثقافية شعرية وغنائية مصاحبة في ميناء بنغازي، بل إن قوات الجيش الليبي قامت بحراسة وتأمين المكان للجميع زواراً ومشاركين.
فبنغازي بنيت فيها أكبر كاتدرائية في أفريقيا والشرق الأوسط زمن الاحتلال الإيطالي الذي كان يتبنى سياسة التنصير والتبشير، ومع هذا لم يتنصر ليبي واحد، فليبيا بقيت إحدى دول العالم التي جميع سكانها مسلمون، وترحب بجميع الديانات وتحترمها وتمنح معتقديها حق ممارسة العبادة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب» بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab