ليبيا ومخزون الذهب الأزرق

ليبيا ومخزون الذهب الأزرق

ليبيا ومخزون الذهب الأزرق

 العرب اليوم -

ليبيا ومخزون الذهب الأزرق

جبريل العبيدي
بقلم د. جبريل العبيدي

ردّاً على ما قيل عن شحّ للمياه في ليبيا، تبيّن أنَّ هذا مجرد تلفيقات وأقوال لا تستند إلى أي حجة، فوفقاً لتقرير الجهاز التنفيذي لإدارة النهر الصناعي، نلاحظ أن كميات هائلة توجد في الخزان الجوفي بالحوض «النوبي» في منطقة الكفرة والسرير الليبية، الذي تتشارك فيه ليبيا وتشاد والسودان ومصر. فليبيا وحدها لديها مخزون من المياه الجوفية يكفي لـ4 آلاف و800 عام تقريباً.
فقد سبق أن وقّعت مصر والسودان وليبيا وتشاد وثيقة عمل استراتيجية لإدارة أكبر مخزون في العالم من المياه الجوفية (خزان الحجر الرملي النوبي) الذي يعتبر أكبر مخزون مياه جوفية في العالم، ويقدر حجم المياه الموجود به 150 ألف كيلومتر مكعب في شرق الصحراء الكبرى، ويمتد على مساحة مليوني متر مربع تقريباً بمناطق داخل حدود 4 دول، بشمال شرقي أفريقيا، هي مصر والسودان وليبيا وتشاد.
ولا توجد في ليبيا مياه سطحية، باستثناء الوديان والسدود المؤقتة، فالمياه السطحية أقل من 3 في المائة من المياه المستخدمة، ولهذا تعتمد ليبيا اعتماداً كبيراً على المياه الجوفية، التي تمثل أكثر من 97 في المائة من المياه المستخدمة، لكن ليبيا تشترك في المياه الجوفية مع كثير من جيرانها، ومنها حوض الحجر الرملي النوبي الذي يمتد على مساحة تزيد على 2.2 مليون كيلومتر مربع، منها أكثر من 760 ألف كيلومتر مربع في ليبيا، و828 ألف كيلومتر مربع في مصر، و376 ألف كيلومتر مربع في السودان، و235 ألف كيلومتر مربع في تشاد.
ليبيا التي سارعت مبكراً لمعالجة أزمة المياه عبر إنجاز مشروع النهر الصناعي، الذي نقل المياه الجوفية من عمق الصحراء إلى الشمال الليبي عبر أنابيب ضخمة يبلغ قطرها 4 أمتار، وطولها في جميع فروعها 4 آلاف كيلومتر عبر الصحراء إلى الشمال. ووفق تقارير إدارة مشروع النهر الصناعي، فإن استهلاك نسبة 2.5 في المائة فقط من هذه الكميات تكفي الدول المشتركة في هذا الخزان.
وحسب تصريح إدارة النهر الصناعي، فإنه صُمم لضخ 6.4 مليون متر مكعب يومياً، 70 في المائة منها لاستهلاك الزراعة، و28 في المائة للاستهلاك الحضري، و2 في المائة للاستهلاك الصناعي.
مشروع النهر الصناعي يعتبر من أهم مشروعات معالجة شح المياه في مناطق، وغزارتها في مناطق أخرى من ليبيا، فهو ليس مجرد أنبوب لنقل المياه من الجنوب إلى الشمال كما يصفه معارضو القذافي، الذي قام بإنشاء مشروع النهر الصناعي، وإن كانت خرائط النهر موجودة منذ العهد الملكي، ولكن لم يباشر في إنشاء المشروع بحجة التكلفة الباهظة، التي لم تكن عائقاً أمام القذافي لتنفيذ المشروع الذي أثبت نجاحاً حقيقياً في أضخم وأكبر عملية نقل للمياه في العالم بالانسياب الطبيعي، عبر مسافة وشبكة تجاوزت 4 آلاف كيلومتر في طول البلاد وعرضها، فالعاصمة طرابلس وما جاورها من مدن لولاه لقضت عطشاً، وبنغازي وما حولها من مدن هي الأخرى تسقى من النهر الصناعي.
تقارير علمية عن مخزون جوفي هائل من المياه، هذا ما يحمله المستقبل للمياه في ليبيا، يقدر بآلاف السنوات من الاستخدام، تتشارك فيه ليبيا مع من جاورها في الصحراء الكبرى؛ حيث موطن المخزون الكبير من المياه غير المتجددة، حبيسة البئر الصخري الأضخم في العالم في الحوض النوبي.
مهما كان حجم الاستهلاك فلن ينضب ولن يجف ماؤه هذا الحقل الهائل، لكن الأزمة الرئيسية في ليبيا ليست كامنة في شح المياه، بل في كيفية إدارة المياه، بعد هذه التقارير عن المخزون الهائل واستمرار تدفق مياه النهر الصناعي لأكثر من 25 عاماً من دون انقطاع أو انخفاض في مستوى المياه ومخزونها، ما يؤكد حقيقة المخزون الهائل للمياه في حوض الكفرة خاصة، وهي الواحة الليبية التي تتقاطع مع الحوض النوبي؛ حيث المخزون الهائل من المياه، ما سيشطب اسم ليبيا نهائياً من قائمة شح المياه.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا ومخزون الذهب الأزرق ليبيا ومخزون الذهب الأزرق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab