بين سويسرتين
مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني يقول إنه سيتم الإفراج عن السجناء الفلسطينيين مساء الخميس رئيس هيئة قناة السويس يعلن جاهزية الملاحة البحرية للعودة تدريجياً في البحر الأحمر حركتا "الجهاد" و"حماس" تسلمان محتجزَيْن إسرائيليَّيْن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس المحتجزان الإسرائيليان موجودان بموقع التسليم في خان يونس جنوبي قطاع غزة في انتظار سيارات الصليب الأحمر إخراج إحدى الرهائن من ركام جباليا وحماس والجهاد تتجهزان لتسليم رهائن من أمام منزل السنوار الانتهاء من تسليم محتجزة إسرائيلية في جباليا شمالي قطاع غزة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادات في خان يونس جنوبي قطاع غزة للإفراج عن محتجزين إسرائيليين متحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد يعلن الانتهاء من الإجراءات تمهيدا لتسليم اثنين من المحتجزين المقرر إطلاق سراحهما اليوم مسلحون فلسطينيون يبدأون بالانتشار في الموقع الذي من المقرر أن يشهد تسليم الرهائن في جنوب غزة الجيش الإسرائيلي يعلن رصد مسيّرة قادمة من مصر حاولت تهريب أسلحة
أخر الأخبار

بين سويسرتين!

بين سويسرتين!

 العرب اليوم -

بين سويسرتين

بقلم - حسين شبكشي

كنتُ في اجتماع غير رسمي مع مجموعة من رجال الأعمال، أحدهم لبناني، وأخذنا الحديث، كما هي العادة في أحداث الساعة في المنطقة، وصولاً للوضع المتردي والمقلق والمخيف في لبنان من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والإنسانية؛ فعلق أحد المشاركين في الحديث معنا بقوله إنه من المحزن الوضع الذي يمر به لبنان، أو كما يسميه محبوه «سويسرا الشرق»، وهنا تنهّد الرجل اللبناني، وأضاف: «نعم، لبنان كان سويسرا الشرق؛ فأنت كان بإمكانك أن تتزلج على الثلوج في أعالي الجبال، وتنزل لتسبح في البحر، في اليوم نفسه، بشكل مدهش، وخلال اليوم تتمتع بالتسوق في أجمل المحلات التجارية لأهم العلامات المشهورة من عواصم الفخامة والأناقة من حول العالم، بالإضافة إلى التمتع بما لذ وطاب من الأطعمة المختلفة من مطابخ العالم، ناهيك بالترفيه والاستعراض بمختلف أشكاله».
تمعنتُ وأنصتُّ باهتمام لما قاله الرجل، وقلت له: «يا سيدي، إن المقارنة بسويسرا بحاجة لوقفة أعمق من ذلك؛ فسويسرا تؤخذ كحزمة متكاملة وليس بشكل انتقائي، ودعني أتوسع معك في مقصدي... سويسرا مثل لبنان، فهي أيضاً بلد صغير في حجمه الجغرافي، وتقع بين دول كبرى ومهمة ومؤثرة جداً ولها مطامع توسعية تاريخية، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، ومع ذلك اختارت سويسرا الطريق الحيادي الصعب، وبقيت عليه، واختارت أن تكون دولة مدنية علمانية، وحافظت عليها، ورغم التنوع العرقي (فرنسي، وإيطالي، وسويسري) والانقسام المذهبي بين الكاثوليك والبروتستانت بشكل أساسي... في ظل هذه التحديات اختارت الدولة الصغيرة في قلب أوروبا الكبير، التي وُلدت من رغبة الفلاحين والمزارعين، أربع مقاطعات للاتحاد، منذ أكثر من 800 عام تقريباً، وبعدها كبر الاتحاد بانضمام مقاطعات أخرى له، ثم كانت ولادة الدستور السويسري العظيم الذي أتت مقدمته المبهرة كالآتي:
(المقدمة
باسم الله العظيم.
الشعب السويسري ومقاطعاته،
إدراكاً منهم لمسؤولياتهم تجاه الخليقة،
قرروا تجديد تحالفهم من أجل تعزيز الحرية، الديمقراطية، الاستقلال والسلام بروح التضامن والانفتاح تجاه العالم.
وعازمون على العيش معاً بالاحترام والمراعاة المشتركة لاختلافاتهم،
مدركين لإنجازاتهم المشتركة ومسؤولياتهم تجاه أجيال المستقبل.
وبمعرفتنا بأن مَن يمارسون حرياتهم هم فقط الذين سيظلون أحراراً، وأن قوة الناس تُقاس برفاهية وحال الأضعف منهم).
هذه المقدمة العبقرية هي التي صنعت الأرضية الحقيقية للتميز السويسري في مجالات عدة ومختلفة؛ بداية من التعليم والطب والقضاء والأمن، وصولاً لجودة الحياة ونوعيتها التي تأتي فيها سويسرا في المرتبات العليا لمؤشرات القياس المتعلقة بها. وكان نتاج ذلك التفوق الخدمي والصناعي في مجالات مهمة، مثل صناعة الساعات وحلوى الشوكولاته والأغذية والأدوية والمعدات الصناعية عالية الدقة والصناعة البنكية والتأمين والفندقة والسياحة، مما مكّنها من احتلال المكانة الريادية في هذه المجالات المعقدة، رغم وجود منافسين أقوياء وشرسين للغاية. ركزت سويسرا على الاقتصاد الذي يقدم قيمة مضافة، ويخدم أجيال المستقبل، ولم تهتم بنشوات تحدثها المناسبات والأحداث، ولا بجذب سباق (الفورمولا) للسيارات، ولا ببناء أطول عمارة، أو استضافة مسابقة ملكات جمال الكون، وغير ذلك. سويسرا تعمل بهدوء وبلا ضجة، ولكنها تتقنه. ولا تسمع شيئاً عن جيشها وتسليحه إلا عن طريق علامة تجارية تحمل اسمه، وتروّج لمبيعات منتجات تحمل اسمه، مثل سكين الجيب وساعة اليد وحقائب السفر. لن تجد في سويسرا ميليشيا منشقة تدعي المقاومة بزعامة من يحمي مطلوبين للعدالة الدولية، ويقسم بالولاء لدولة أخرى.
سويسرا حالة ثقافية عميقة؛ حالة مبادئ وقيم مهمة هي التي تجعلها مميزة بما أنجزته عبر السنين والزمن، وليست حالة جمالية سطحية كجاذبية واجهة الفاترينة لمحل فخم ببضاعة فاسدة داخل المتجر. عندما يتم الاهتمام بالعقيدة السويسرية مثل الاهتمام بالجمال السويسري، وقتها فقط سيستحق لبنان وعن جدارة وصفه بـ(سويسرا الشرق)، أما من دون ذلك، فلا».
استمع إليّ الرجل اللبناني بحزن، وقال لي: «كلامك مؤلم، ولكنني لا أستطيع أن أجادلك أو أخالفك؛ لأنك محق في كل ما قلتَه، وهذا هو الواقع بلا تجريد ولا تعقيد». تنهد الرجل قبل أن يكمل: «سويسرا عمرها 800 سنة، ولبنان 100... ما زال معنا وقت». وضحكنا وكلنا أمل بغد أجمل.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين سويسرتين بين سويسرتين



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:21 2025 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

حنان مطاوع تتحدث عن أمنيتها في مشوارها الفني
 العرب اليوم - حنان مطاوع تتحدث عن أمنيتها في مشوارها الفني

GMT 11:05 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

توحّد غيتس... وتعدّد التاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab