2023 سنة تاريخية

2023 سنة تاريخية؟

2023 سنة تاريخية؟

 العرب اليوم -

2023 سنة تاريخية

حسين شبكشي
بقلم- حسين شبكشي

هناك عدد غير قليل من المؤرخين الجادين الذين يعدّون أن القرن الواحد والعشرين الميلادي بدأ فعلياً في عام 1989 مع سقوط جدار برلين. ولكن العالم الذي نعيشه اليوم، والتحديات والمشكلات التي نواجهها، من المرجح أن تكون قد بدأت فعلياً قبل ذلك بعقد من الزمان، تحديداً في عام 1979.
1979 كانت سنة في غاية الأهمية، ولربما قد كانت اللبنة الأساسية التي شكلت العالم الذي نعيشه اليوم. فهي السنة التي رأينا فيها وصول السيدة مارغريت ثاتشر إلى سدة الحكم في بريطانيا وثورتها الاقتصادية والاجتماعية التي أحدثتها في بريطانيا، مؤثرة بعد ذلك على الكتل المؤثرة في الغرب، بداية من الولايات المتحدة الأميركية وصولاً إلى القارة الأوروبية. وكذلك شهدت السنة نفسها وصول البابا يوحنا بولس الثاني إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية في روما، وهو القادم من بولندا، وكان يحلم بتحرير بلاده وسائر الدول الأوروبية الشرقية الواقعة تحت قبضة الاتحاد السوفياتي، وأصبح معروفاً بعد ذلك حجم تعاونه مع القوى الغربية في دعم النقابات العمالية في مدينة غادانسك البولندية التي كانت شرارة الحراك ضد الشيوعية وأدت إلى القضاء عليها.
وهي السنة التي شهدت وصول الخميني إلى رأس الحكم في إيران بعد ثورته على الشاه، وأيضاً شهدت الغزو السوفياتي على أفغانستان، ومع تلكما الحادثتين تعرف العالم على بدايات التطرف والأصولية والإرهاب.
وأيضاً في السنة نفسها، شهد العالم عودة الزعيم الصيني دنغ زياو بينغ إلى سدة الحكم في الصين، وإطلاق الإصلاحات الاقتصادية الثورية في الصين الشيوعية، التي حولتها اليوم إلى العملاق الاقتصادي المهم والمؤثر عالمياً.
وهي السنة نفسها التي شهدت انتخاب الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، وبداية صعود اليمين المتطرف والأصولية الإنجيلية المسيحية، ولعبهما دوراً مؤثراً في السياسة الأميركية داخلياً وخارجياً.
وأصبح من المعروف تأثير تلك الأحداث على العالم، وما أحدثته من تغيرات هيكلية ومفصلية في غاية الأهمية على أصعدة مختلفة، شملت السياسي منه والاقتصادي، كانت قطعاً هي الأهم والأخطر والأكبر منذ أحداث الحرب العالمية الثانية.
واليوم من الممكن الحديث عن سنة 2023 سنةً يُصْنَع فيها التاريخ بسبب عدد غير بسيط من الأحداث الصغيرة، لكنها لافتة ومهمة وشديدة التأثير في آن.
فهناك نظام عالمي جديد آخذ في التكون والتشكيل لم تكتمل ملامحه بعد. روسيا الغارقة في مشكلاتها المتعاظمة بسبب حربها على أوكرانيا تستنجد بالصين وتحتمي بها، وتدفعها دفعاً للعب دور أكبر على الساحة الدولية واستغلال نفوذها وقوتها الاقتصادية المتعاظمة، وهو الأمر الذي بدأ يلاحظ فعلاً بخروج الصين من خلف الكواليس السياسية الخجولة، التي كانت دوماً ما تحجم الدور الصيني.
بات واضحاً أن هناك توجهاً أميركياً لإضعاف الدور السياسي للقارة الأوروبية، وعدم التركيز على دعمها اقتصادياً، والتركيز بشكل أساسي على دعم التحالف الآسيوي مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والهند وفيتنام وإندونيسيا والفلبين في مواجهة النفوذ المتعاظم للصين.
وهناك ازدياد واضح للتهديدات التي يتعرض لها الدولار الأميركي ووضعه كالعملة العالمية الأولى، مع زيادة ملحوظة في أحجام التعاملات التجارية بين بعض الدول في إطار من العملات الغير دولارية.
وهي السنة التي قد نرى فيها بداية لتحول نوعي مهم وحقيقي في الداخل الإسرائيلي بسبب الصراعات الداخلية بين التيارات المتناقضة، مما سيؤدي إلى تغير مهم في وضعها المدعوم بلا حدود وبلا قيود وبلا شروط مع الولايات المتحدة الأميركية تحديداً، ومع المجتمع الغربي عموماً، وما لهذا التغيير فيما لو تم من آثار هائلة على منطقة الشرق الأوسط عموماً.
وهي السنة التي يظهر فيها الثقل المؤثر جداً لقوة دول الخليج العربي عموماً، والسعودية خصوصاً، في التأثير على السياسة الإقليمية، والقيام بأدوار متصاعدة ومهمة على الساحة الدولية، وهي تحقيق عملي لاستغلال الواقع الاقتصادي المؤثر لتلك الدول الخليجية لإنجاز أكبر العوائد السياسية منه، لإدراكهم أيضاً أن هذه السنة هي أيضاً السنة التي يبدأ فيها عملياً استقبال الطاقات البديلة واعتمادها بالتدريج في كافة المجالات. مثلما كانت سنة 1979 صانعة للتاريخ ومؤثرة فيه يبدو أننا في خضم سنة لا تقل أهمية ولا إثارة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2023 سنة تاريخية 2023 سنة تاريخية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab