بأي الوسائل تستعاد فلسطين

بأي الوسائل تستعاد فلسطين؟!

بأي الوسائل تستعاد فلسطين؟!

 العرب اليوم -

بأي الوسائل تستعاد فلسطين

بقلم : د.محمد الرميحى

في مجلة العربي الكويتية، وقبل نصف قرن من اليوم، كان من تقاليدها وقت ذاك، زاوية تبدأ بها صفحتها، وهي (بريد القراء) تجيب عمّا يأتيها من تساؤلات في الشأن العام من قرائها، في عدد شهر أبريل عام 1966 كتب أحد القراء واسمه أحمد، من مدينة اللاذقية، وعادة لا يكتب الاسم كاملاً ملخصه، سؤالاً يقول فيه: هل بالأغاني والمقالات الصحافية نستعيد فلسطين؟!

 

رد عليه المحرر: (إذا سمحت، سنرد عليك بصراحة، فتحرير فلسطين يحتاج إلى جهود كل فرد من أبناء وطننا العربي الكبير، فهم جميعاً مدعوون لإنقاذ فلسطين في حدود قدراتهم ... الزارع يزيد من زراعته، والصانع يزيد من إنتاجه، والمرأة تنشط وتعمل، والعالم يخترع ويبدع، كل هذا في الوقت الذي تتطور الجيوش وتتسلح، ومقالات الصحافيين وأغاني المطربين ما هي إلا دليل على أن هذين القطاعين يقومان بواجباتهما على أفضل وجه، والسؤال الذي يجب أن يطرح: ما الذي تقدمه بقية القطاعات في وطننا؟

بعد أكثر من نصف قرن ويزيد، يبدو أن الجواب الذكي، وهو بصيغته التي قدمها المحرر لا زال بلا جواب، هو سؤال (ملغوم) إن صح التعبير، فهو يشير إلى تقاعس في المنظومة الإنتاجية والمعرفية والعلمية والاجتماعية، عن القيام بدورها، ويحث على تنشيطها، إن أردنا بالفعل تحرير فلسطين، وعلى رأسها التفكير العلمي. المحزن أنه لا زال الكتاب والمغنون يقومون بواجباتهم بعد كل تلك السنوات الطوال تجاه فلسطين، أما بقية القطاعات فهي خاملة.

مجلة العربي اليوم متاحة على الشبكة الدولية في صيغة (بي دي إف) وكان هناك مشروع مقدم من مؤسسة التقدم العلمي في الكويت في السنوات الأخيرة لجعلها متاحة رقمياً بشكل أفضل، إلا أن البيروقراطية ترددت في قبول ذلك المشروع، رغم أنه لا يكلفها فلساً واحداً، ذلك أمر آخر، أيضاً له علاقة بالتفكير العلمي.

بيت القصيد أن القضية التي تؤرقنا، قد أصبح لها ثلاثة أرباع القرن وهي كما هي (أغان ومقالات) لا غير، دون التفكير الصحيح العملي. فقد ذهب أخيراً ثلاثة عشر فصيلاً فلسطينياً الى موسكو، وخرجوا ببيان لا يختلف عليه أحد من الإدانة (نفس المقالات والأغاني) ولكنهم رجعوا من موسكو أيضاً ثلاثة عشر فصيلاً كما هم!.

ما كان منتظراً هو إعلان وحدة الشعب الفلسطيني والخروج باتفاق بقيادة واحدة لها برنامج واحد. لم يحدث ذلك، بل قال البيان إن حديث الوحدة سوف يعاد إليه لاحقاً!! لقد تم توقيع ثمانية عشر اتفاقاً بين فصائل فلسطينية، أحدها في مكة، والأخير في الجزائر، ثم تفرقوا بعد ذلك بوقت قصير!!

لا تريد الفصائل أن تقتنع أن العالم يريد أن يتحدث الى طرف واحد فقط، لا أطراف تعطل عمل بعضها، وكل (بما لديهم فرحون)!!

بعدها كتبت على منصة إكس الدولية (تويتر سابقاً) أقول (ذهب الفلسطينيون إلى موسكو من أجل الاتفاق فلم يتفقوا .... واختلفت كابينة الحرب في إسرائيل ... ولم يفترقوا) وتلك حقيقة لا ينكرها أي عاقل، فسرعان ما وصلتني من البعض (على قدر عقولهم) أننى أناصر إسرائيل!! لا بأس الناس تفهم الأمور حسب خلفيتها المعرفية، إلا أن المشكلة أن تلك الخلفية المعرفية لم تتغير منذ أن كتب محرر مجلة العربي قبل نيف ونصف قرن رده على المتسائل أحمد من اللاذقية، هل بالإمكان تحرير فلسطين بالمقالات والأغاني؟ لا يمكن أن نتقدم في طريق التحرير إلا بالعلم لا بالعاطفة، وبأولوية المصلحة العامة لا المصلحة الفصائلية. ولكن لا زال ذلك طريق بعيد المنال حتى الساعة، حيث إن معظم الرأي العام العربي مختطف بشعارات ضبابية وطافحة بالشعوذة.

arabstoday

GMT 00:30 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

«الهبوط الصعب»

GMT 00:30 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 00:30 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

القمة العربية... اليوم التالي

GMT 00:25 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السلطة والدولة في إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بأي الوسائل تستعاد فلسطين بأي الوسائل تستعاد فلسطين



GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
 العرب اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
 العرب اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 05:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
 العرب اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 07:59 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
 العرب اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 19:22 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

القمة العربية.. لغة الشارع ولغة الحكومات

GMT 10:52 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مصفاة نفط روسية ضخمة تتوقف عن العمل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab