من سرق المصحف
فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي
أخر الأخبار

من سرق المصحف؟

من سرق المصحف؟

 العرب اليوم -

من سرق المصحف

بقلم : د.محمد الرميحى

العنوان ظهر على غلاف أكثر من كتاب للنص نفسه، واستخدمه أكثر من كاتب في السنوات الأخيرة. كل تلك الكتب تناقش لماذا وكيف حدث ذلك الاختطاف للدين من عدد من الجماعات والأفراد الذين حوّلوه إلى سلعة في ظاهرة اسمها "تسليع الدين"؟ إنها ظاهرة تحاصرنا، ليس بشكلها المنظم السياسي فقط، ولكن أيضاً بشكلها المشيخي الإفتائي الاجتماعي. الفتوى في السابق كانت تتداول في نطاق ضيق، أما بعد اتساع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، قد أصبحت شائعة، وبعضها مثير، ومعظمها خارج سياق حتى العقل السليم.
 
إنها انعطافة إلى الخلف وبشكل حاد ومخيف. 

شيخ تعوّد الظهور على وسائل التواصل، صدر له فيديو أخيراً يقول فيه إن مُدرّسة موسيقى سألته: "هل أترك عملي في تعليم الموسيقى؟"، فرد عليها (الشيخ) بكل ثقة: "نعم عليك أن تبحثي عن عمل آخر". قد يقول بعضهم إن هذا رأي شخصي، وخارج السياق لتفكير أي إنسان عاقل يعرف ما حوله، ولكن إن علمنا يقيناً أن لهذا الشيخ مريدين ربما أكثر  عدداً من مجموع مريدي "الفشنستات"، تعرف خطورة هذا الكلام الفتوى التي صدرت من ذلك الشيخ الخليجي على الجمهور!

طبعاً الافتراض أن السؤال جاء بالفعل من مدرّسة موسيقى! ولكن الافتراض الآخر أن الشيخ افتعل ذلك السؤال ليقول لمريديه إن الموسيقى حرام! في محاولة لتغطية رد فعله (المعترض) على خبر صدر من الجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية، إذ نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية بتاريخ 2 أيار (مايو) الماضي خبراً يقول: "سبعة آلاف معلمة أطفال يتدربن على الفنون الموسيقية". ويكمل: "انطلقت المرحلة الأولى من البرنامج التأهيلي يوم أمس بإشراف هيئة الموسيقى التابعة لوزارة الثقافة"، ونُشر الخبر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.  

الشيخ يريد أن يقول لمريديه الكثر إن الموسيقى حرام، وهو أمر قد يوافق له عليه معظم، إن لم يكن كل مريديه، ويعرف المتابع أن هناك كما من المريدين لهذا الشيخ من خلال ما تطلقه ماكينته الإعلامية بكثافة من فيديوات تبين استقباله الجماهيري في أي مكان يذهب إليه! 

اختطاف المصحف لا يقتصر على ذلك الشيخ، فالعديد من الشيوخ، سواء أكانوا معممين أو مستدلي الكوفية، يعيثون في عقل المواطن العربي فساداً عقلياً، ويكاد بعضهم يُقدس، وكثير منهم قولهم "معصوم" لدى عدد كبير من الناس الذين يفتقدون الحماية الثقافية لتبيان الباطل من الصحيح. 

نعود إلى الموسيقى، فقد دخل العرب والبربر المسلمون إلى الأندلس مع بدء القرن الثامن الميلادي، أي منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً، وهناك طوّروا غناء"المألوف" الذي ما زال يُغنى وتُعزف موسيقاه في الشمال الأفريقي العربي. الأندلس أيضاً كانت منبع ما عُرف لاحقاً بـ"القدود الحلبية" التي وضعتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي غير المادي أخيراً (عام 2021). فالموروث الغنائي العربي ومقاماته الموسيقية جزء من الحضارة العربية الإسلامية الطويلة الأمد، ولم يخرج أحد طوال هذه القرون ليحرّم الموسيقى، وإن كانت هناك أصوات تقول بذلك لم يُلتفت إليها في السياق العام، فقد كانت أصواتاً شاذة ونشازاً، وبقيت الموسيقى العربية تتطور حتى عصر الظلام.

نعم، لقد أصيبت الحضارة العربية بسبات طويل وتراكمت على فنونها الأقاويل والمحرمات، إلا أن ذلك هو تاريخ تم التخلص منه تدريجياً منذ قرنين، فكتاب فيروز كراوية المعنون "كل ده كان ليه" الصادر عام 2022 يؤرخ لتطور الموسيقى والأغاني العربية والمصرية، حيث نقرأ عن نهضة موسيقية عربية انتعشت مع نهاية القرن التاسع عشر، بداية عصر التنوير العربي، ونضجت في السنوات الأولى من القرن العشرين، ثم أتت أُكلها في النصف الثاني منه. وقد استخدمت الدول الموسيقى والأغاني من أجل الحشد وتعبئة الشعور الوطني، وأصبح المغنون والمغنيات ومؤلفو الموسيقى شخصيات عامة ومحترمة، ودخل تعليم الموسيقى في المدارس، وتبنّت الدول جميعاً نشيدها الوطني ومعزوفاتها الوطنية، وأنشأت معاهد عليا لرعاية هذا الفن الرفيع الذي أصبح حتى نوعاً من العلاج. 

الانفصام الحضاري أنه في العشرية الثالثة من القرن الحادي والعشرين ما زال بعض منا يسأل: "هل أعمل مدرّسة موسيقى أم لا؟" إذا افترضنا أن هناك من سأل، أما إذا كان السؤال مزيفاً ومختلقاً فالطامة أكبر، لأن الشيخ ذاك يكون أراد أن يبيع سلعته التي انتهت صلاحيتها على البسطاء من مريديه، وهي ظاهرة من جملة مظاهر تفسر الارتداد الحضاري إن لم نسمّها انحطاطاً حضارياً، كما يرفض بعضهم الوقوف احتراماً للسلام الوطني أو تحية العلم على اعتبار ذلك جزءاً مما حرّمه الدين! 

إذا استمر تفسير تعاليم الدين من هؤلاء بهذا الشكل المنحرف، فسيعيدنا إلى عصر الظلام، عصر "من تمنطق فقد تزندق" الذي أدخل الحضارة الإسلامية والعربية إلى عصر الظلام. عند ذاك سوف تسود أوهام تستخدم سلاحاً نظرياً لدى بعضهم لتغييب المجتمعات عن العصر وعن الحياة، تحت غطاء التأويلات الشرعية المعارضة للعقل، ذلك الفعل قد يوفر المظلة الشرعية لبعضهم لممارسة السلطة، ولكنه سوف ينقلب عليها في المدى المتوسط، وإن استمرت تلك الأفكار من دون ردع ومن دون قرع الجرس بقوة، فإننا أمام توسع الظاهرة الطالبانية التي تؤسس لتغييب العقل وسيادة الخرافة وخسارة السباق الحضاري، فعلينا جميعاً أن نمنع سرّاق المصحف من المتاجرة به. 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سرق المصحف من سرق المصحف



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab