الفتى نائل دم الرماد الفرنسي
تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين وزارة الداخلية الإيرانية تعلن أنه تم تحديد سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دائرة قطرها كليومترين ويتواجد في المنطقة قوات من الجيش والشرطة والحرس الثوري ، والهلال الأحمر الإيراني ينفي العثور على طائرة الرئيس حتى الان .الأمر الذي يفسّر حصول إرت هيئة الطوارىء التركية تعلن أنها أرسلت إلى ايران طاقما للإنقاذ مؤلفا من ٦ مركبات و٣٢ خبيرا في البحث و قد تحركوا من منطقة بان الحدودية مع إيران بعد أن طلبت طهران من تركيا إرسال طائرة للبحث الليلي وتتمكن من الرؤية الليلية وفريق للمساعدة. نور نيوز عن الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الأن التلفزيون الإيراني الرسمي يعلن أنه تم العثور على الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني بعد ان هبطت إضطراريا الهلال الأحمر الإيراني وفرق الإنقاذ تعثر على حطام طائرة الرئيس الإيراني وفقاً ما نقله تلفزيون العالم الرسمي الإيراني مسؤول إيراني للتلفزيون الرسمي يُعلن أنه تم الاتصال بأحد ركاب طائرة الرئيس وأحد أفراد الطاقم الرئاسة الإيرانية تقول أن هناك آمال جديدة بإمكانية نجاة رئيسي واثنان من ركاب الطائرة يتواصلون مع الأجهزة الأمنية المفوضية الأوروبية تفعّل خدمة الخرائط بالأقمار الاصطناعية لمساعدة فرق الإنقاذ في البحث عن موقع طائرة الرئيس الإيراني نائب مدير عمليات الإنقاذ يعلن أنه تم التعرف على الإحداثيات الأولية لموقع حادث طائرة الرئيس الإيراني
أخر الأخبار

الفتى نائل... دم الرماد الفرنسي

الفتى نائل... دم الرماد الفرنسي

 العرب اليوم -

الفتى نائل دم الرماد الفرنسي

عبد الرحمن شلقم
بقلم _ عبد الرحمن شلقم

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتلى كرسي الرئاسة سنة 2017. ورث الكثير من قوة فرنسا، وكذلك ضعفها. جاء بعد الرئيس ساركوزي الذي طاله القانون الفرنسي، إذ وجهت إليه تهم عدة. اتحاد أوروبي بلا بريطانيا العظمى وحلف شمال الأطلسي، في حالة سريرية، وتراجع للوجود الفرنسي التقليدي القديم في القارة الأفريقية. اشتعال الحرب الروسية في أوكرانيا، وضع ماكرون بين الماء والنار، فحاول أن يجمع الاثنين في يده. في الداخل الفرنسي، لم تتغير فرنسا القديمة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً. فرنسا الدولة التي رفعت شعار العلمانية، وقننت العلاقة بين الدين والدولة سنة 1905، لم تستطع الخروج من مستنقع قديم، في قاعه جمر ورماد تراكم منذ القرن الثامن عشر، بعد الثورة الكبرى التي هدمت «الباستيل»، وأزالت الملكية، وحجّمت سلطان الكنيسة.

في الأسبوع المنصرم اشتعلت فرنسا، واندفع الكبار والصغار يحرقون ويكسرون وهم يصرخون غضباً. السبب أو لنقل «الصاعق» الذي فجر القديم والجديد، كان مقتل شاب فرنسي من أصول جزائرية اسمه نائل عندما كان يقود سيارته في إحدى ضواحي باريس، على يد أحد رجال البوليس. انفجر الماضي والحاضر، فاشتعلت كل فرنسا. حرق وتكسير ونهب يدفعه غضب لا يبقي على شيء. اليوم يعيش في فرنسا قرابة سبعة ملايين مواطن من أصول مغاربية وأفريقية. عاش أجدادهم عقوداً تحت استعمار فرنسي عنيف احتل أوطانهم. جندهم الاستعمار الفرنسي لخوض حربيه العالميتين، وكذلك حروبه في الهند الصينية. الملايين من أبناء المستعمرات سيقوا إلى فرنسا لبناء المصانع والسكك الحديد، وللعمل في الزراعة والبناء وتعبيد الطرق. هم دافعوا عن فرنسا وشاركوا في تحريرها من النازية والفاشية، كما شاركوا في بناء فرنسا الحديثة. اليوم هناك جيل ثانٍ من الذين ولد أجدادهم في فرنسا، ويحملون الجنسية الفرنسية، ويعيشون في كل أنحاء فرنسا، لكن جلّهم يشعر أنه يعامل كمواطن من درجة أدنى. البطالة والفقر والتهميش، هي الأحزمة التي تلتف حول المدن الكبيرة، وحيث يعيش الفرنسيون من أصول عربية وأفريقية وآسيوية. تحولت بعض المناطق السكنية إلى مستنقعات ترسبت فيها جروح التاريخ ورماد التهميش. الحديث عن الإدماج والاستيعاب في المجتمع لم يتوقف، لكن ذلك تمَّ بوصفات مغلقة، عقدت الأمر بل صارت كل السياسات التي عملت على الاستيعاب والدمج، محركاً للتباين والاختلاف، وليس للدمج والاستيعاب.

حادثة قتل الشاب نائل، قدحت نار رماد مسكون بجمر تراكم في قاع ماضٍ لم يرحل. فرنسا لم تغب عنها هبات الرفض العنيف. عام 1968، هبت حركة الشباب الرافضة لواقعها التي كانت تعيشه. رأت فيه مجرد متحف موروث من عجائز غبروا، وأرادوا أن يبدعوا حاضراً من بنات وأولاد عقلهم. عبرَت تلك الحركة الشبابية إلى بلدان أوروبية عدة، وساندها مفكرون وصحافيون، أبرزهم جان بول سارتر. حركة الفعل المباشر الإرهابية الفرنسية العنيفة، رافقتها حركتا الألوية الحمراء الإرهابية الإيطالية والبادر ما ينهوف الألمانية.

العنف بدرجاته الصوتية والسياسية والإعلامية وغيرها، لم يغب عن فرنسا. اليمين السياسي المتطرف حزبياً، له وجود كبير في فرنسا، وترتكز برامجه على التشدد في كل ما يتعلق بذوي الأصول الأجنبية.

في خضم الثورة الفرنسية الكبرى، كتب الروائي البريطاني الكبير تشارلز ديكنز، رواية بعنوان «قصة مدينتين». قارن فيها آنذاك بين ما يحدث في باريس وما يحدث في لندن. في بريطانيا كان الناس يجنون ما حققته بريطانيا من نهضة شاملة في العهد الفيكتوري، وما تعيشه فرنسا من فوضى وعنف ودم وغياب للقانون. اليوم عندنا القصة نفسها من دون تشارلز ديكنز. في بريطانيا اليوم رئيس وزراء من أصول هندية هندوسية، وعمدة للندن من أصول باكستانية إسلامية، ورئيس لحكومة أسكوتلندا من أصول باكستانية إسلامية، إضافة إلى رموز سياسية أخرى بارزة يتولون مواقع عليا في الدولة البريطانية. منذ عام 2005، حاول الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، أن يقتحم جبال رماد الماضي، وطرح مشروعاً واعداً لمواجهة ما راكمه الماضي، وران على جسد الوطن، لكن الثقل كان أكبر والجرح أعمق. غادر شيراك، وبقي الرماد يفعل ولا يموت. الرئيس هولاند لم يعطِ اهتماماً كبيراً للأمر، فرحل وبقي الرماد والجمر، وكذلك وعد الرئيس ساركوزي، لكنه خرج من قصر الإليزيه ولم يفعل شيئاً في جبال الجمر ومستنقع رماد الماضي، لكنه حمل معه ملفات قانونية تلاحقه من تهمة إلى أخرى.

اليمين السياسي الفرنسي يصب النار على النيران الاجتماعية والثقافية، ويجعل من الدين فزاعة للرأي العام الفرنسي في المواسم الانتخابية، بخاصة الدين الإسلامي. المساجد والحجاب وحتى الأسماء العربية والإسلامية تتحول إلى أوراق في صناديق الانتخابات. حادثة «شارلي إبدو»، كان يمكن أن تكون صرخة وطنية فرنسية، تفتح ملفات التكوين الاجتماعي الفرنسي، وأن تحرك المفكرين والأكاديميين، وأساتذة علم الاجتماع، لدراسة مكونات النسيج الاجتماعي الفرنسي، والكيمياء الثقافية والدينية الفرنسية المتنوعة، واجتراح معالجات موضوعية في التعليم والخطاب الإعلامي. البطالة والفقر والتهميش والعنصرية، تجعل رماد النيران الاستعمارية يتحول في أي لحظة إلى عنف دامٍ.

نائل الشاب الجزائري الذي قتل بيد رجل بوليس في إحدى ضواحي باريس، قد يكون هو ديفوس المسلم، الذي جعل منه اليهودي النمساوي تيودور هرتزل، عنواناً لما سمّاه بالمسألة اليهودية. المشكلة أن المتعصبين يجعلون من المآسي وجبة تعبوية لشحن مريديهم. المتعصبون اليمينيون العنصريون أسسوا صندوقاً لجمع التبرعات لعائلة الشرطي الذي أطلق النار على الشاب نائل. وصل حجم المبلغ الذي جرى التبرع به للصندوق أكثر من مليون ونصف المليون يورو. قام آخرون بتأسيس صندوق للتبرع لأسرة القتيل نائل، فلم تتجاوز التبرعات مبلغ أربعمائة ألف يورو.

فرنسا لن تستطيع تجاهل حقيقة حية تعيش في داخلها، ولا بد من مواجهة ما حدث في الأسبوع الماضي بجرأة وشفافية وطنية موضوعية.

arabstoday

GMT 00:01 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

صالحوا أولادنا على اللغة العربية؟

GMT 00:01 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

«لا إكراه في الدين»

GMT 03:07 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 03:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتى نائل دم الرماد الفرنسي الفتى نائل دم الرماد الفرنسي



الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:01 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

هل نفد الصبر المصرى من إسرائيل؟

GMT 22:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مقتل شخص وإصابة 6 في اشتباكات في غرب ليبيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab