أردوغان في القاهرة دلالات أولية

أردوغان في القاهرة.. دلالات أولية

أردوغان في القاهرة.. دلالات أولية

 العرب اليوم -

أردوغان في القاهرة دلالات أولية

بقلم - عماد الدين حسين

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى القاهرة. هذا هو الخبر والباقى تفاصيل.
من تابع مواقف الرئيس التركى بعد ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣، لم يتصور مطلقا أن يأتى أردوغان إلى القاهرة مرة ثانية. لكنها السياسة والمصالح العليا للدول التى تجعلها تغير سياساتها خصوصا حينما تدرك أن رهاناتها كانت خاطئة.
قمة السيسى وأردوغان عصر يوم الأربعاء الماضى تقول لنا الحقيقة القديمة المتجددة التى ينساها معظمنا وهى أن مصالح الدول هى الباقية حتى لو اختلفت جذريا.
الدول قد تختلف وتقطع العلاقات بل وتحارب بعضها البعض، وفى النهاية فإن المصالح العليا هى التى تحكم، وتجعلها تتصالح وتجلس على طاولة واحدة، بل وتتحدث عن مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجى.
بطبيعة الحال فإن البعض سواء فى مصر أو تركيا أو حتى فى المنطقة قد يندهش من التقارب بين البلدين، لأنهما ظنوا بطريق الخطأ أن القطيعة دائمة، وهو أمر لا تعرفه علاقات الدول القائمة على المصالح وليس العواطف، وإذا كانت مصر الرسمية قد تصالحت مع إسرائيل ووقعت معها اتفاقية سلام فى عام ١٩٧٩، فمن الطبيعى أن نتصالح مع تركيا وقطر وغيرهما.
نعم اختلفنا اختلافا كبيرا مع الرئيس أردوغان لأسباب مفهومة لا داعى للنبش فيها مرة أخرى، لكن يحسب للحكومة التركية أنها راجعت موقفها وغيرته بما يتفق ومصالح شعبها بل ومصالحها.
يد الحكومة التركية امتدت طالبة السلام والعلاقات الطيبة مع مصر طوال العامين الماضيين، بداية من التصريحات الودية من مسئوليها، ثم لقاءات الرئيسين فى الدوحة على هامش افتتاح بطولة كأس العالم فى نوفمبر ٢٠٢٢ مرورا بالاتصالات الهاتفية بينهما وزيارات وزيرى خارجية البلدين نهاية بقمة يوم الأربعاء الماضى، والتى اختتمت بزيارة أردوغان لضريح الإمام الشافعى فى القاهرة الفاطمية بصحبة الرئيس السيسى.
من الأمور الطيبة أن كلمتى السيسى وأردوغان خلال القمة ركزت على المستقبل، وتجاهلت الماضى الأليم الذى بدأ بانحياز أردوغان لجماعة الإخوان بعد ٣٠ يونية ٢٠١٣، وخلاله ساءت علاقات البلدين وتدهورت خصوصا على المستوى السياسى. الرئيسان تكلما عما يتوقعانه من إنجازات فى الفترة المقبلة، وهو أمر محمود ومهم.
السيسى تحدث عن العلاقات التاريخية والإرث الحضارى والثقافى. هو قال إن مصر هى الشريك التجارى الأول لتركيا فى إفريقيا، وهى أهم مقاصد الصادرات المصرية وإننا نسعى إلى رفع التبادل التجارى إلى ١٥ مليار دولار فى السنوات القليلة القادمة، علما أنه الآن حوالى ٦٫٦ مليار دولار.
السيسى تحدث أيضا عن التهدئة الحالية فى منطقة شرق المتوسط التى شهدت العديد من الصدمات بين تركيا وكل من اليونان وقبرص، إضافة إلى الاتفاق البحرى الأحادى بين تركيا وحكومة الميليشيات فى ليبيا بما يخالف القانون الدولى.
أردوغان تحدث بنفس المنطق عن العلاقات بين البلدين وما ينتظرها من آفاق للتطور وركز أكثر على العدوان الإسرائيلى على غزة.
خلال الزيارة وكلمات الرئيسين يتضح أن ما يجمع البلدين والحكومتين الآن أكثر يفرقهما.
البلدان متفقان على إدانة العدوان الإسرائيلى على غزة وضرورة وقفه فورا، وكذلك ادخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وأن الحل الحقيقى للأزمة هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ٤ يونية ١٩٦٧.
البلدان اتفقا على إعادة تشكيل اجتماعات المجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بينهما. واتفقا أيضا على تعزيز التشاور حول الملف الليبى بما يساعد على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية.
ورغم صعوبة هذا الملف فإن من الإيجابيات التى قيلت خلال القمة إن دول المنطقة هى الأقدر على فهم تعقيدات الأزمة وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها.
مجمل نتائج هذه الزيارة الأولية تقول إن رهان مصر على انتصار صوت العقل فى تركيا كان صحيحا. وأن القاهرة مدت يدها وتناست الماضى، تغليبا للمصالح القومية والوطنية العليا.
إذن جاء أردوغان للقاهرة، وسيزور السيسى أنقرة فى أبريل، وبالتالى فإن البلدين مقبلان على مرحلة جديدة، ويمكنهما تحقيق المزيد من الفوائد، خصوصا أن شكل المنطقة تغير بالكامل عما كان عليه بعد ٢٥ يناير ٢٠١١، بل وبعد ٣٠ يونية ٢٠١٣.
هل معنى ذلك أن كل المشاكل قد انتهت بين البلدين؟!
الإجابة هى لا، لكن من الأفضل أن يتم إدارة الخلافات والبحث عن حلول لها فى ظل علاقات جيدة أفضل بكثير من استمرار الخلافات والتوتر والقطيعة.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان في القاهرة دلالات أولية أردوغان في القاهرة دلالات أولية



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab